رسالة التلميذ - ضمن نوادر المخطوطات
محقق
عبد السلام هارون
الناشر
شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٣ هـ - ١٩٧٢ م
تصانيف
ورأيته أيضا في شعر أمية بن أبي الصلت، وهو شاعر أدرك النبي ﷺ ولم يوفق للإيمان به. وغالب شعره في الوعظ وتذكير الآخرة وقصص الأنبياء، وهو مما لا يكاد يقضى العجب منه. قال في قصيدة:
والأرض معقلنا وكانت أمَّنا … فيها مقامتنا وفيها نولدُ
وبها تلاميذ على قذفاتها … حبسوا قيامًا فالفرائص ترعد (^١)
قال شارح ديوانه: «التلاميذ الخدم، يعني الملائكة».
وقال أيضا في قصيدة أخرى:
صاغ السماءَ فلم يخفض مواضعها … لم ينتقص علمهَ جهلٌ ولا هرمُ
لا كشِّفت مرةً عنَّا ولا بليت … فيها تلاميذ في أقفائهم دغمُ (^٢)
وقال شارحه هنا أيضا كذلك.
ورأيت في المقامة الأولى من المقامات الحريرية قوله: «فوجدته محاذيا لتلميذ، على خبز سميذ، وجدى حنيذ، وقبالتهما خابية نبيذ (^٣)». قال شارحه الشريشى: «التلميذ متعلم الصنعة، والتلميذ الخادم، والجميع التلاميذ». وأنشد بيت لبيد المتقدم، ثم قال: «وطلبة العلم تلاميذ شيخهم» اه.
وإهمال داله لغة فيه، قال أمية بن أبي الصلت في القصيدة الدالية التي تقدم إنشاد بيتين منها:
فمضى وأصعد واستبدَّ إقامةً … بأولىِ قوى فمبتَّل ومتلمدُ
قال شارحه: «يريد متلمذ، أي خادم من التلاميذ. وتلمذ: جعل للخدمة.
«متلمذ» بكسر الميم. وأراد بأولى قوي: الملائكة الذين يحملون العرش. وقوله:
«فمضى» يعني الله ﷿. واستبد، يعني لا يستشير أحدا، يقال استبدّ
_________
(^١) القذفات بضم الذل وفتحها: جمع قذفة، بالضم، وهي الناحية. وقذفات الجبال وقذفها:
ما أشرف منها.
(^٢) الدغم: السواد.
(^٣) هذا سهو من البغدادي، فإن الشريشى في هذا الموضع لم يقل إلا: «تلميذ، متعلم الصنعة». انظر الشريشى ١: ٢٩ س ١. وأما الكلام الذي نقله البغدادي بعد فهو تعليق على قول ابن الحريري: فالتفت إلى تلميذه وقلت عزمت عليك بمن تستدفع به الأذى، لتخبرني من ذا». انظر الشريشى ١: ٣٠.
1 / 222