في ساعة مباركة قبل زوال الشمس يوم الأربعاء، فكتبت السطور الأولى من المقدمة في مكان بين باب الرحمة وباب جبرائيل، مكتظ بالحجاج الوافدين، والمشتغلين بالذكر والتسبيح، والصلاة على النبي ﷺ، وفي جو من السكينة، والخشوع والحب، ونحمد اللَّه أن كانت فاتحة هذا العمل في هذا المسجد العظيم، الذي انبثق منه هذا النور وانطلقت موجة التوحيد، والدعوة إلى اللَّه إلى أنحاء العالم، فبددت الظلام، وغمرت القلوب بفيض من الْإيمان، ونور التوحيد، وطهرت النفوس، وأشرقت الأرض بنور ربها، وتمت نعمة اللَّه على عباده.
ويسّر اللَّه إتمام هذا العمل، والقيام به بقدر الطاقة في مدة قريبة، وأيام معدودة، والحمد لله الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات.
ورأينا أن نلحق بالكتاب ترجمة مؤلفه العلّامة الشيخ إسماعيل بن عبد الغني بن ولي اللَّه الدهلوي، مقتبسة من المجلد السابع لكتاب (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر " للعلامة السيد عبد الحي الحسني، ليطلع القارئ على علو كعب المؤلف في العلوم الدينية، ورسوخ قدمه في الدين، وحسن بلائه في الإسلام، وغيرته على نقاء العقيدة وأصالتها، وقد أجاد من قال: " إن ترجمة المؤلف نسب الكتاب " ولذلك أكثرَ المؤلفون في الإسلام من تأليف كتب الطبقات والتراجم، والسير والأخبار، وأجادوا في ذلك وأفادوا، ووضعنا عناوين جانبية للكتاب، وتناولنا بعض الكلمات والعادات المحلية، والأعلام التي تختص بالهند بالشرح والإِيضاح والتعريف، حتى يسهل على القارئ العربي الكريم، فهم الكتاب والتذوق به.
1 / 30