رسالة إنقاذ الهالكين

محمد أفندي البركوي ت. 981 هجري
69

رسالة إنقاذ الهالكين

محقق

الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢ م (القدس - فلسطين)

لم لا يجوز أن يكون مراد الواقف والمعطي، أن يكون معطاه صلة، ويقرأ القارئ حسبة لله تعالى ويعطي ثوابه للمعطي؟ قلت: لا يجوز، أما الأول، فلأن المعطي إنما يعطي ليقرأ له بأمره على مراده، حتى يراقبه هل يداوم على القراءة وربما يُسلط عليه نقَّاطًا (١). وإذا ترك القراءة يومًا يغضب عليه، ويقول تأكل الحرام، وربما يمنع وظيفة ذلك اليوم، بل ربما يعزله وينصب مكانه آخر، وربما يماكس القارئ ويطلب منه القراءة بالقليل، والقارئ يطلب الكثير، ويقول الطالب فلان العالم يقرأ بأقل من هذا، حتى تراضيا على شيء معين، فيجري بينهما ما يجري بين المستأجر والبناء والنجار، والعبرة في أمثاله للأغراض دون الألفاظ، حتى صارت الهبة بشرط العوض بيعًا، والكفالة

(١) النقَّاط من يتتبع غيره ومنه قول العرب تنقط الخبر أي أخذه شيئًا فشيئًا، تاج العروس ١٠/ ٤٣٤.

1 / 76