رسالة ابن غرسية فى الشعوبية والردود عليها - ضمن نوادر المخطوطات
محقق
عبد السلام هارون
الناشر
شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٣ هـ - ١٩٧٢ م
تصانيف
مثلك يا ذمّيّ العجم، وذمّىّ العجم، تعدى للأعراب مواليه بسفه، أو تصدى لمعارضة فخارها ببنت شفة؟! غرَّك أن توليتها بحكم المقاسم (^١)، وأن ظأرت أمك لها أحور من جآذر عاصم (^٢). كلا:
• فما الكرج الدنيا ولا الناس قاسم …
ما استجلاك الدويا آبقُ إن سفرت، ولا خلا لك الجو حتى بضت وصفرت، في مثل هذا المعمر، نقر واصفر (^٣)، وبهذا المحمر، يا مصفر استه حمر وصفر (^٤)، بموقف لا يعز على الأوس بن تغلب، أن تهان وتغلب (^٥).
رويدك حتى يلحق الداريون، أصحاب الجياد المكفيون (^٦)، وتالله لا تغسلك معي الحواريون (^٧)، بعد أن أتقدم لتأديبك، وأفضح في الحقين عذرة أديبك (^٨) مناقلك في الأراجيز، وناقلك إلى معرض التعجيز، شيخ الاعتزال، وصريع أهل السنة إذا تداعوا نزال، الأعمى البصر والبصيرة، وشعوبي هذه الجزيرة (^٩).
عمىٌ حذوك الغيّ أي عجيبةٍ … أعمى دليل هدى أو أخرس ينطق (^١٠)
_________
(^١) يعنى مقاسم المغانم.
(^٢) عاسم: اسم ماء لكلب بأرض الشام.
(^٣) أخذ فيه من رجز طرفة:
يا لك من قبرة بمعمر … خلالك الجو فبيضى واصفرى
ونقرى ما شئت أن تنقرى
(^٤) رمى له بالأبنة. والتحمير والتصفير باستعمال الزعفران والطيب. انظر اللسان (حمر، صفر).
(^٥) في الأصل: «وتغلبا».
(^٦) فيه نظر إلى قول الراجز وأنشده في المقاييس واللسان (دور):
لبث قليلا يلحق الداريون … ذوو الجياد البدن المكفيون
وفي الأصل هنا: «وأصحاب الجباب».
(^٧) الحوارى: القصار الذي يبيض الثياب، ومنه حواريو المسيح ﵇، لأنهم كانوا قصارين.
(^٨) أصله من المثل: «أبى الحقين العذرة» وهي بكسر العين العذر. ومنشأ المثل أن رجلا ضاف قوما فاستسقاهم لبنا وعندهم ابن قد حقنوه في وطب، فاعتلوا عليه واعتذروا فقال:
أبى الحقين العذرة! أي إن هذا الحقين يكذبكم.
(^٩) لعله يعنى ابن سيده. انظر ما سبق في ص ٢٣٣.
(^١٠) في الأصل: «حدوك المنى». حذاه: أعطاه ووهب له.
1 / 257