رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس
تصانيف
حكاية
جرى يوما حديث بدر، فقلت : أنا شاهدتها وحضرتها مع الملأ من قريش أشجعهم وأمنيهم وأنصرهم بجنودي من الشياطين، فلما رأيت الملائكة تنزل من السماء علمت أن لا طاقة لنا، فهربت وأنشدت:
وكتيبة لبستها بكتيبة حتى إذا التبست نفضت لها يدي
فقال بعض المعتزلة : فبذلك نزل : { وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه }. لاجرم فيك ومن اتبعك نزل : { فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها..}. وجرت بين المعتزلة والمجبرة مناظرات فكنتم الذابين عني، فشكرت لكم ذلك.
ثم جرى حديث أحد فقلت : حضرتها مع شيخنا أبي سفيان وامرأته هند وابنه معاوية وجماعة جنوده، وكنت أفعل الأفاعيل حتى جرى ما جرى وناديت : ألا قتل محمد حتى انهزم الناس. فلما أمدوا بالملائكة وتراجع الناس صعدت مع شيخنا أبي سفيان الجبل وصحنا : اعل هبل يوم بيوم بدر، فقام عمر وقال: بعدا لكم الله أعلا وأجل ولا سواء، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار. وقصدني فعلمت أنه لاطاقة لي به فهربت وكنت لا أفر من أحد فراري من عمر ، وأنشدت:
ولقد أجمع رجلي بها حذر الموت وإني لفرور
صفحة ٨٨