رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس
تصانيف
وسأل عدلي مجبرا : ما تقول , إرادة الله أحسن وأفضل للعباد أم إرادة رسوله ؟ قال : بل إرادة الله . قال : أليس عندك أنه أراد الكفر وقتل الأنبياء والمعاصي والزنا والسرقة وعبادة الأوثان , وأراد النبي _ صلى الله عليه وعلى آله وسلم _ الإيمان والطاعة وترك المعاصي ؟ فقد زعمت أن الكفر أحسن وأفضل من الأيمان . فقال : أقول إرادة الرسول . فقال : زعمت أن إرادة العباد واختيارهم خير وأفضل من إرادة أرحم الراحمين . فانقطع.
وسأل عدلي مجبرا فقال : ما تقول , إرادة إبليس للعباد خير أو شر ؟ فقال : شر لأنه أراد أن يضلوا ويكفروا . فقال : أو يستحق بذلك اللعنة ؟ قال : نعم . قال : أليس عندك أنه تعالى أراد ذلك ؟ فوجب أن يكون إرادته أيضا شرا . فانقطع .
وسأل عدلي مجبرا فقال : ما تقول في رجل زعم أن جميع ما كان في أيام النبي _صلى الله عليه وعلى آله وسلم _ من الكفر والفجور وعبادة الأصنام والأوثان والفتن كان منه أو بفعله وإرادته , ما تقول فيه ؟ قال : أقول إنه زنديق كافر يستحق القتل لسوء ثنائه على رسول الله _ صلى الله عليه وعلى آله وسلم _ . قال : فلو قال ذلك في أبي بكر وعمر أو في واحد من الصحابة . قال : أقول يرجم ويقتل لطعنه في الصحابة . قال : أليس عندك أن جميع ذلك من الله وخلقه وإرادته ؟ أليس هذا سوء ثناء عليه ؟ أتحب تنزيه النبي والصحابة ولا تحب تنزيه رب العالمين ؟ فانقطع .
صفحة ٦٠