197

رسالة الغفران

الناشر

مطبعة (أمين هندية) بالموسكي (شارع المهدي بالأزبكية)

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٢٥ هـ - ١٩٠٧ م

مكان النشر

مصر

مرّت به الحكاية التي يذكرها أصحاب التاريخ، أن الجمل كان يباع في زمن أبي جعفر المنصور بدرهمٍ، وأنّه صادر قومًا من أصحابه، وكانت لهم نعج، فباعوها ثماني نعاجٍ بدرهم. هذا ممّا وجد بخط المرزبانيّ في تاريخ ابن شجرة. وهي أنصر من الثمّانين التي ذكرها العلوي البصري في قوله: عبرت إليهم في ثمانين فارسًا، ... فأدركت منهم بغيتي ومراديا ولولا خشية الغلوِّ لقلت: ومن ثمانين ألفًا ذكرها السِّنبسيُّ في قوله: ثمانون ألفًا، ولم أحصهم، ... وقد بلغت رجمها أو تزيد وكيف لهمَّام بن غالبٍ أن ترميه الحوادث بهذه الثمانين، كما رمته بسنيه في قوله: رمتني بالثِّمانين اللّيالي، ... وسهم الدّهر أقتل سهم رام ولو ملكها راعي ثمانين الذي يقال فيه، أحمق من أعي ضأنٍ ثمانين، لجعلت له عقلًا صافيًا، وثوبًا من الدّعة ضافيًا. والمثل السّائر: وجدان الدّعة والرَّقين، يذهب أفن أفين، ويروى: يغطِّي أفن ألأفين. وليس للرِّقة، شرف هذه الأشكال المشرقة، وللذهب على الفضَّة صرف، والمكارم لها عرف. وهو يعرف حكاية الحطيئة مع سعيد بن العاص لمَّا قال له: أيُّ النّاس أشعر؟ قال: الذي يقول، وهو أبو دؤادٍ الإياديُّ: لا أعدُّ الإقتار عدمًا ولكن ... فقد من قد رزئته الإعدام قال: ثمّ من؟ قال: الذي يقول وهو حسان بن ثابت: ربَّ علمٍ أضاعه الما ... ل وجهلٍ غطِّى عليه النّعيم قال: ثمّ: قال: الذي يقول وهو أعشى قيس: بيضاء ضحوتها وصف ... راء العشيّة كالعراره

1 / 202