الرسالة القشيرية
محقق
الإمام الدكتور عبد الحليم محمود، الدكتور محمود بن الشريف
الناشر
دار المعارف
مكان النشر
القاهرة
وَمِنْهُم أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن خفي الشيرازي صحب رويما والجريري وابن عَطَاء وغيرهم، مَات سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة شيخ الشيوخ وواحد وقته.
قَالَ ابْن خفيف: الإرادة استدامة الكد وترك الراحة وَقَالَ: لَيْسَ شَيْء أضر عَلَى المريد من مسامحة النفس فِي ركوب الرخص وقبول التأويلات.
وسئل عَنِ القرب فَقَالَ: قربك منه تَعَالَى بملازمة الموافقات وقربه منك بدوام التوفيق.
سمعت أبا عَبْد اللَّهِ الصوفي يَقُول: سمعت أبا عَبْد اللَّهِ بْن خفيف يَقُول: رُبَّمَا كنت أقرأ فِي ابتداء أمرى فِي ركعة واحدة عشر آلاف مرة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وربما كنت اقرأ فِي ركعة واحدة الْقُرْآن كُلهُ، وربما كنت أصلي من الغداة إِلَى العصر ألف ركعة.
سمعت أبا عَبْد اللَّهِ بْن باكويه الشيرازي ﵀ يَقُول: سمعت أبا أَحْمَد الصغير يَقُول: دَخَلَ يوما من الأيام فَقِير، فَقَالَ للشيخ أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن خفيف: بي وسوسة، فَقَالَ الشيخ: عهدي بالصوفية يسخرون من الشَّيْطَان والآن الشَّيْطَان يسخر مِنْهُم، وسمعته يَقُول: سمعت أبا الْعَبَّاس الكرخي يَقُول: سمعت أبا عَبْد اللَّهِ بْن خفيف يَقُول: ضعفت عَنِ القيام فِي النوافل فجعلت بدل كُل ركعة من أورادي ركعتين قاعدا للخبر: صلاة القاعد عَلَى النصف من صلاة القائم.
1 / 140