رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب
محقق
عبد الله شاكر محمد الجنيدي
الناشر
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
رقم الإصدار
١٤١٣هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
العقائد والملل
الشرير، وأن الله لا يفعل ذلك كما قالت المجوس في النور الذي يعبدونه، وأنه لا يضر أحدًا، لأن من ضر غيره كان سفيهًا، وقد أجمع المسلمون على أن الله الضار النافع، وقال تعالى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ﴾ ١.
الإجماع الحادي والخمسون
وأجمعوا على النصيحة للمسلمين٢ والتولي بجماعتهم٣، وعلى التوادد في الله، والدعاء لأئمة المسلمين، والتبري ممن ذم أحدًا من أصحاب رسول الله ﷺ وأهل بيته وأزواجه، وترك الاختلاط بهم، والتبري منهم٤.
_________
١ سورة الفلق آية: (١، ٢) .
وقد سبق الكلام على المجوس وتفصيل مقالاتهم. انظر ص١٤٢.
وقال الخطابي: "إنما جعلهم مجوسًا لمضاهاة مذهبهم مذهب المجوس في قولهم بأصلين، وهما النور والظلمة، يزعمون أن الخير من فعل النور، والشر من فعل الظلمة فصاروا ثانوية، وكذلك القدرية يضيفون الخير إلى الله ﷿ والشر إلى غيره، والله سبحانه خالق الخير والشر لا يكون شيء منهما إلا بمشيئته". انظر معالم السنن على هامش سنن أبي داود ٥/٦٦.
٢ قال البخاري ﵀ في صحيحه: "باب قول النبي ﷺ الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وقوله تعالى: ﴿إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ انظر كتاب الإيمان باب ٤٢ ج١/٢٠.
٣ هكذا بالأصل وفي (ت): "والتولي لجماعتهم".
أمر الله في كتابه وعلى لسان رسوله ﷺ بلزوم الجماعة وعدم الخروج عليها، وقد عقد الآجري في كتابه الشريعة بابين حول هذا المعنى، عنون للأول بقوله: باب ذكر الأمر بلزوم الجماعة، وللثاني بقوله: باب أمر النبي ﷺ أمته بلزوم الجماعة. انظر الشريعة ص٣- ١٤.
كما فعل اللالكائي فقال: سياق ما روي عن النبي ﷺ في الحث على اتباع الجماعة والسواد الأعظم وذم تكلف الرأي والرغبة عن السنة والوعيد في مفارقة الجماعة، ثم أورد كثيرًا من النصوص في ذلك. انظر أصول اعتقاد أهل السنة ٢/٩٣.
٤ أجمع أهل السنة على ما ذكر الأشعري عنهم، وسيرتهم أكبر دليل على ذلك.
قال البغوي: "وقد اتفق علماء السنة على معادات أهل البدعة ومهاجرتهم". انظر شرح السنة ١/٢٢٧.
وقال البيهقي "لا تجالسوا أهل الأهواء فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم، أو يلبسوا عليكم بعض ما تعرفون". انظر الاعتقاد ص١١٧.
وساق اللالكائي بسنده إلى الفضيل بن عياض أنه قال: "من جلس مع صاحب بدعة فاحذره، ومن جلس مع صاحب البدعة لم يعط الحكمة، وأحب أن يكون بيني وبين صاحب البدعة حصن من حديد، آكل عند يهودي ونصراني أحب إلي من أن آكل عند صاحب بدعة". انظر أصول اعتقاد أهل السنة ٢/٦١٧.
وقال محمد بن سعيد القحطاني: "يدخل في معتقد أهل السنة والجماعة البراءة من أرباب البدع والأهواء". انظر رسالته الولاء والبراء في الإسلام ص١٤٠.
1 / 176