رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب
محقق
عبد الله شاكر محمد الجنيدي
الناشر
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
رقم الإصدار
١٤١٣هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
العقائد والملل
الإجماع السابع
وأجمعوا على أنه ﷿ يسمع ويرى، وأن له تعالى (يدين مبسوطتين) ١ وأن الأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه من غير أن يكون جوارحًا، وأن يديه تعالى غير نعمته٢.
_________
١ في الأصل و(ت): "يدان مبسوطتان" بالرفع، وهي اسم أن فتكون منصوبة وعليه فما أثبته في صلب النص هو الصواب.
٢ يستدل الأشعري على إثبات صفة اليد لله ﷿ بما أشار إليه من آيات، وهكذا فعل الدارمي في رده على بشر المريسي لما قال بأن اليد بمعنى النعمة. (انظر كتابه ص٢٥، وكتاب التوحيد لابن خزيمة ص٥٣- ٩٠، والأسماء والصفات للبيهقي ص٣١٤- ٣٤١، والرد على الجهمية لابن مندة ص٦٨- ٩٤، وأصول اعتقاد أهل السنة للالكائي ٢/ ٣٩٤) .
كما رد الأشعري أيضًا في الإبانة على من ذهب إلى أن اليد بمعنى النعمة وقرر أنهم لا يجدون دليلًا لا من اللغة، ولا من الإجماع. (انظر ص٣٤- ٣٨) .
كما تعرض لهم الباقلاني في التمهيد ورد عليهم بعد حكايته لقولهم بقوله: "يقال لهم: هذا باطل، لأن قوله "بيدي" يقتضي إثبات يدين هما صفة له، فلو كان المراد بهما القدرة لوجب أن يكون له قدرتان... وقد أجمع المسلمون من مثبتي الصفات والنافين لها، على أنه لا يجوز أن يكون له تعالى قدرتان فبطل ما قلتم، وكذلك لا يجوز أن يكون الله تعالى خلق آدم بنعمتين؛ لأن نعم الله تعالى على آدم وغيره لا تحصى ...". (انظر كتابه التمهيد ص٢٠٩) . وقال اللالكائي: سياق ما دل من كتاب الله ﷿ وسنة رسوله ﷺ على أن من صفات الله ﷿ الوجه والعينين واليدين، ثم ساق ما يؤيد ذلك من القرآن والسنة. (انظر شرح اعتقاد أهل السنة ٣/٤١٢- ٤٣٤، وانظر تتمة الكلام حول صفة اليد في الصفحات التالية) .
1 / 127