واعلموا أن الجمعة فريضة من فرائض الله، واجبة على المسلمين في كتاب الله المنزل، حيث يقول: {يآأيها الذين ءامنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله، وذروا البيع ذالكم خير لكم, إن كنتم تعلمون} (¬1) ، ففرض الله [ ] (¬2) الجمعة، وهي: ركعتان يعلن فيهما بالقراءة؛ وفي غير الجمعة أربع ركعات، لا يعلن فيهن بالقراءة.
وهي مفروضة على كل مسلم، مع كل مسلم وفاجر (¬3) ، إذا صلاه
ا لوقتها، وأتم ركوعها وسجودها.
مضى على ذلك المسلمون (¬4) ، ليس بينهم فيه اختلاف ولا منازعة.
[
¬__________
(¬1) - سورة الجمعة: 9.
(¬2) - كتب في مكان الفراغ كتابة عمودية: "ست أظنه".
(¬3) - إشارة إلى الحديث الذي رواه الربيع بن حبيب في باب الإمامة والخلافة في الصلاة، عن أبي عبيدة عن جابر عن ابن عباس، بلفظ: «الصلاة جائزة خلف كل بار وفاجر، ما لم يدخل فيها ما يفسدها».
... ... ... *الربيع بن حبيب: الجامع الصحيح،باب 35، رقم 208، ص56-57
... ورواه أبو داود، في كتاب الصلاة، باب إمامة البر والفاجر، بلفظ: «الصلاة المكتوبة واجبة خلف كل مسلم برا كان أو فاجرا، وإن عمل الكبائر».
... ... ... *أبو داود: سنن، ج1/ص140.
... ورواه البيهقي بلفظ: «صلوا خلف كل بر وفاجر»
... ... ... *المناوي: فيض القدير، ج2/ص201.
(¬4) - صلى عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود خلف الوليد بن عقبة بالكوفة، وصلى جابر بن زيد وأبو عبيدة وصحار العبدي وغيرهم من الأيمة خلف الحجاج بالبصرة، ولم يروا إنكارها لحديث: «من تركها وله إمام عادل أو جائر استخفافا بها فلا جمع الله شمله...».
... ولما عوتب جابر على ذلك قال: «إنها صلاة جامعة، وسنة متبعة».
... ... انظر: *الدرجيني: طبقات المشايخ، ج1/ص44. *جماعة من العلماء: السير والجوابات، ج2/ص139. *الحارثي: العقود الفضية، ص44، 97. *السالمي: العقد الثمين، ج2/ص197.
صفحة ١٧