============================================================
وكل حى فوقها ظالم وما بها اظلم من ناسها فالحيوان ضحية للإنسان ، والحيوانات فيما بينها تتنازع وتتقاتل، يعمل الجوع فى توجيه الصائد الفقير ما يعه له فى توجيه الذئب و صبح الحياة مهددة فى الحالين . وقد درج أبو العلاء فى رسائل له أخرى على التمثل بحالة الحيوان ال في الجزع والوله عند الفراق والفقد، كقوله فى رسالة بعث بها إلى خاله أبى طاهر من بغداد (حوالى 399) "وأسفى لفقده أسف وحشية، رادت بالعشية، فخالفها السرحان إلى طلا راد فحار فهى تطوف حول أميل وترى صبرها ليس بجميل(1) ويمن ذللح أيضا قوله فى كتاب آخر كتبه إلى خاله أبي القاسي * وأسفى على فائت قربه كأسف وحشية ترب طلا، فى صفاصف وفلا، اتخذت بيتا كالخدر، فى ظل الفاردة من السدر، ثم هلكت فى الهجير، فدرج الطفل وهو لآبى جعدة اصيب وكفل، فلباقضت الرقاد، نظرت فإذا بقية اجلاد، فهى بين وله وعله ،(2) . فالمعرى فى مثل هذا النص يريد أن يقول إن أسفه لفراق خاله يشبه أسف ظبيه فقدت واحدها غير أنه لا يقنع بهذا الايحاز بل يتطرق إلى بناء قصة قصيرة يصور فيها كيف فتدت الظبية طلاها ومى فقدته، وهذه الطريقة هى التى سار عليها أبو العلاء فى رسالته هذه -وهى طريقة الشعراء الهذليين خاصة والجاهليين عامة فى وضع الحقيقة المفردة على شكل قصة مرتبة الحوادث لتكون الإثارة بها أبلغ والتأثير من خلالها أتم وأعمق . فالشاعر مثلا يريد أن يقول إن حدثان الدهر لا يبقى على ال الخمار الوحشى القوى الارن ، وكانت تكفيه هذه الإشارة فى نقل الحقيقة (1) تعريف القدماء ص 93 (2) تعريف القدماء ص 80 وانظر مثلا آخر كا لسابق فى بجوعة رسائل أبى العلاء ورقة 161 من نسخة بالمكتبة التيمورية رقم 27 أدب .
صفحة ١٧