رأسا، فإن الشيطان سول لهم وأملى لهم، وادعوا بأن هذه المخالفة علامة أنهم الفرقة الناجية ١ وقد قال ﷺ: "الفرقة الناجية هي السواد الأعظم وما أنا عليه ٢ وأصحابي٣") . فلينظر إلى الفرق ومعتقداتهم وأعمالهم فما وافقت النبي ﷺ وأصحابه هي الفرقة الناجية، وأهل السنة هم المتبعون لآثاره ﷺ وآثار أصحابه كما لا يخفى على منصف ينظر بعين الحق، فهم أحق أن يكونوا الفرقة الناجية، وآثار النجاة الظاهرة ٤ فيهم، لاستقامتهم على الدين من غير تحريف، وظهور مذهبهم وشوكتهم في غالب البلاد، ووجود العلماء المحققين والمحدثين والأولياء والصالحين فيهم، وقد نزع الولاية عن الرافضة، فما سمع فيهم ولي قط.
مطلب الرجعة
ومنها: أنه ما قال أضلهم محمد بن بابويه القمي ٥ في عقائده في مبحث الإيمان بالرجعة: "فإنهم عليهم الصلاة قالوا: من لم يؤمن برجعتنا فليس منا". وإليه ذهب جميع علمائهم، قالوا: إن النبي ﷺ وعليا ﵁ والأئمة الاثني عشر يحيون في آخر الزمان، ويحشرون بعد خروج المهدي وبعد قتله الدجال، ويحيا كل من الخلفاء الثلاثة وقتلة
_________
١ رمضات الجنات: ٦/٣٠٦.
٢ عليه: مزيدة.
٣ هكذا في الأصل ولعلها: ظاهرة فيهم.
٤ مجمع الزوائد: ٧/٢٥٨ مع اختلاف في اللفظ.
٥ لم أجد هذا النص في عقائد ابن بابويه لكن ذكره ورد مجملا في مختصر التحفة: ٢٠٠-٢٠١.
1 / 31