رسالة في القرآن وكلام الله

ابن قدامة المقدسي ت. 620 هجري
46

رسالة في القرآن وكلام الله

محقق

يوسف بن محمد السعيد

الناشر

دار أطلس الخضراء

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

ولم يفقه ولم يمر به، وقد قال سبحانه: ﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ﴾ .١ والكفار الذين لا يؤمنون بالقرآن أقرب إلى العذر في جحدهم للقرآن من هؤلاء الذين يزعمون أنهم يؤمنون به ثم يتركونه بغير حجة. نسأل الله العافية. فإن قال قائل: لا نسلم أننا خالفنا الإجماع، بل قولنا هو مقالة السلف. قلنا: هاتوا أخبرونا من قال قبلكم: إن هذا القرآن عبارة وحكاية٢، وأن حقيقة القرآن معنى قائم في

١ سورة الأنفال، آية (٢٢-٢٣) . ٢ بين شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ الفرق بين العبارة والحكاية في "مجموع الفتاوى" (١٢/٥٥٢) فقال: "العبارة عن كلام الغيب، يقال لمن في نفسه معنى ثم يعبر عنه غيره، كما يعبر عما في نفس الأخرس من فهم مراده.

1 / 52