يو كتابه فى النبض٭ هذا الكتاب جعله جالينوس فى ست عشرة مقالة وقسمها بأربعة أجزاء فى كل واحد من الأجزاء أربع مقالات وعنون الجزء الأول منها فى أصناف النبض وغرضه فيه أن يبين كم أجناس النبض الأول وأى الأجناس هى وكيف ينفسم كل واحد منها الى انواعه الى أن ينتهى الى أقصاها وعمد فى المقالة الأولى من هذا الجزء الى جملة ما يحتاج اليه من صفة أجناس النبض وأنواعها يجمعه فيها عن آخره وأفرد الثلث المقالات الباقية من ذلك الجزء للاحتجاج والبحث عن أجناس النبض وأنواعه وعن حده ولذلك قد يحتاج الى قراءة تلك المقالة الأولى من هذا الجزء حاجة ضرورية وأما الثلث المقالات الباقية من هذا الجزء فليس يحتاج الى قراءتها حاجة ضرورية ولذلك قد يجوز للقارئ إذا قرأ المقالة الأولى من من الجزء الأول أن يقتصر عليها من جملة ذلك الجزء ويأخذ بعدها فى قراءة الجزء الثانى من هذا الكتاب وقد بين جالينوس هذا وأنه إنما قصد ليجمع كل ما يحتاج اليه من علم أجناس النبض وأنواعه فى تلك المقالة الأولى لهذا السبب الذى وصفت وعنون الجزء الثانى فى تعرف النبض وغرضه فيه أن يصف كيف يتعرف المتعرف كل واحد من أصناف النبض فى مجسه العروق أعنى كيف يتعرف مثلا النبض العظيم والصغير وكيف يتعرف النبض السريع والبطىء وكذلك على هذا القياس يخبر عن سائر الأصناف وعنون الجزء الثالث فى أسباب النبض وغرضه فيه أن يصف من أى الأسباب يكون كل واحد من أصناف النبض أعنى من أى الأسباب مثلا يكون النبض العظيم ومن أيها يكون النبض السريع ومن أى الأسباب يكون كل واحد من سائر أصناف النبض الباقية وعنون الجزء الرابع فى تقدمة المعرفة من النبض وغرضه فيه أن يصف كيف يستخرج سابق العلم من كل واحد من أصناف النبض أعنى من العظيم والصغير والسريع والبطىء وسائر أصناف النبض∴ وقد كان سرجس ترجم من هذا الكتاب الى السريانية سبع مقالات من كل واحد من الثلثة الأجزاء الأول مقالة مقالة وهى المقالة الأولى من كل واحد من الأجزاء الثلثة وأربع مقالات الجزء الأخير وظن كما ظن أهل الإسكندرية الذين عنهم أخذ أنه كما تحرى من الجزء الأول أن يقرأ منه المقالة الأولى ويقتصر عليه كما قال جالينوس لأنها تحيط بجميع العلم لما قصده فى ذلك الجزء كذلك الحال فى سائر الأجزاء وقد عظم خطأهم فى ذلك إلا أن أهل الإسكندرية كما اقتصروا من كل واحد من الأجزاء الثلثة الأول على مقالة مقالة كذلك اقتصروا من الجزء الرابع أيضا على المقالة الأولى منه ولذلك قد نجد مصاحف كثيرة باليونانية إنما فيها هذا الأربع المقالات فقط وقد انتخبت من كل واحد من تلك الأجزاء الأربعة ونسخت متوالية ونجد أيضا المفسربن من الذين قصدوا لشرح كتاب النبض إنما شرحوا منه هذه المقالات الأربعة وفضحوا انفسهم بذلك فأما الراسى فكان أقرب الى الإحسان منهم وذلك أنه كان انتبه من يومه وأحس أنه قد يحتاج حاجة ضرورية الى قراءة سائر مقالات الجزء الرابع فترجمها عن آخرها ثم إن أيوب الرهاوى ترجم لجبريل بن بختيشوع المقالات السبع الباقية وقد ترجمت أنا هذا الكتاب كله الى السريانية منذ سنيات ليوحنا بن ماسويه وبالغت فى العناية بتلخيصه وحسن العبارة وترجمت أيضا المقالة الأولى من هذا الكتاب الى العربية لمحمد بن موسى وأما باقى هذا الكتاب فتولى ترجمته حبيش من النسخة السريانية التى ترجمتها وحبيش رجل مطبوع على الفهم ويروم أن يقتدى بطريقى فى الترجمة إلا أنى لا أحسب عنايته بحسب طبيعته وهذا الكتاب يعد من سابق العلم٭
[chapter 17]
يز كتابه فى أصناف الحميات٭ هذا الكتاب جعله فى مقالتين وغرضه فيه أن يصف أجناس الحميات وأنواعها ودلائلها ووصف فى المقالة الأولى منه جنسين من أجناسها أحدهما يكون فى الروح والآخر فى الأعضاء الأصلية المعروفة بالصلبة ووصف فى المقالة الثانية الجنس الثالث منها الذى يكون فى الأخلاط اذا عفنت∴ وقد كان سرجس ترجم هذا الكتاب ترجمة غير محمودة وترجمته أنا فى أول الأمر لجبريل بن بختيسوع وأنا غلام وكان هذا أول كتاب ترجمته من كتب جالينوس الى السريانية ثم انى من بعد ما استكملت فى السن تصفحته فوجدت فيه أسقاطا فأصلحتها بعناية وصححته عند ما أردت نسخة لولدى وترجمته أيضا الى العربية لأبى الحسن أحمد بن موسى٭
[chapter 18]
صفحة ١٥