L’Apôtre des Gentilles .
81
أحد عشر: الوحي المكتوب والوحي المطبوع
بعد أن وضع سبينوزا الكتاب المقدس موضع البحث، وانتهى إلى كثير من النتائج النقدية الصحيحة التي أيدها النقد بعد ذلك في القرون التالية، وضع تفرقة بين الوحي المكتوب والوحي المطبوع:
فالأول:
هو موضوع النقد، أي دراسة الوحي من حيث الرواية ونقلها وصحتها ولغتها، أي الوحي من حيث هو صورة، والثاني موضوع الفلسفة أو التصوف، وهو الوحي من حيث هو معنى مطبوع في القلب، ومسطور في النفس، وبين صورتي الوحي ما بين الأرض والسماء.
82
الوحي المكتوب قابل للتغيير والتبديل، وخاضع للتحريف والتزييف، وهو الوحي الذي دافع عنه الصدوقيون في إيمانهم بالشريعة المكتوبة في الألواح، وهو الوحي موضوع النقد التاريخي. هو صورة حسية للوحي المطبوع، لذلك لا يمس النقد التاريخي جوهر الوحي أي معناه وفحواه، بل الصورة اللفظية والشكل التاريخي.
83
وعندما يقال وقع التحريف والتبديل والتزييف في الوحي، فإن المقصود هو الوحي المكتوب لا المطبوع، وإلا لقدسنا الصورة والتماثيل. ولا يمكن الخلط بين الوحيين لأن الذي يعتبر الوحي المكتوب هو الوحي المطبوع فإنه يريد تفادي نتائج النقد التاريخي، كما يريد الإبقاء على التزييف في النص والإيمان بعقائد على هواه،
صفحة غير معروفة