15
من هذه الملاحظات كلها يبدو واضحا وضوح النهار أن موسى لم يكتب الأسفار الخمسة، بل كتبها شخص عاش بعد موسى بقرون عديدة، ولكن لتبحث، إن شئت، بمزيد من الدقة في الأسفار التي كتبها موسى نفسه، والمذكورة في الأسفار الخمسة، فمن الثابت، أولا ، في «الخروج» (17: 14)
16
أن موسى كتب بأمر الله عن الحرب ضد عمالق، ولا يقول لنا هذا الإصحاح نفسه أي سفر كتب، بل ترد في «العدد» (21: 14)
17
إشارة إلى سفر يسمى «حروب الرب» يحتوي ولا شك على قصة الحرب ضد عمالق، وعلى كل أعمال إقامة المعسكرات (التي يشهد مؤلف الأسفار الخمسة في «العدد» (23: 2)
18
بأن موسى قد عرضها كتابة). كما جاء في «الخروج» (21: 14) أن هناك سفرا آخر يعرف باسم «سفر العهد»،
19
قرأه موسى أمام الإسرائيليين عندما عقدوا عهدا مع الله. ولا يحتوي هذا السفر أو هذه الرسالة إلا على أشياء قليلة، أي إنه لا يحتوي إلا على شرائع الله ووصاياه الموجودة في «الخروج» في الإصحاح 20 الآية 22، حتى الإصحاح 24. ولا يمكن أن ينكر ذلك من يقرأ هذا الإصحاح المذكور بشيء من الفهم السليم، ودون تحيز. ففيه يروى أنه بمجرد أنه عرف موسى رأي الشعب في العهد المبرم مع الله، كتب على التو كلمات الله ووصاياه، ثم قرأ أمام المجتمع العام للشعب شروط العهد في الصباح بعد إقامة بعض الطقوس. وبعد هذه القراءة دخل الشعب في هذا العهد بمحض رضاه بعد أن عرف الناس كلهم، بلا شك هذه الشروط. ونظرا إلى ضيق الوقت الذي استغرقته كتابة العهد المبرم - وكذلك نظرا إلى طبيعة هذا العهد - كان حتما ألا يحتوي هذا السفر أكثر مما قلته الآن. وأخيرا فمن الثابت أن موسى قد شرح جميع الشرائع التي سنها في السنة الأربعين بعد الخروج من مصر (انظر: التثنية، 1: 5)،
صفحة غير معروفة