قلت : وقد أخرج الحديث ابن حبان في صحيحه ج5 ص9 ، طبعة: أولى ، سنة: 1408ه ، تقديم وتخريج شعيب الأرنؤوط . قال المخرج له في الحديث : أخرجه البخاري في التوحيد ، ومسلم في الصلاة ، والترمذي في التفسير ، والبيهقي ، وأبو عوانه ، والطبري [3] ، وغيرهم .
وذكر الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين (عليه السلام) في كتاب (المنتخب) ما يقارب هذا ، قال : وفي أولئك نزل قوله تعالى :{ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه} .
وقد أورد الحافظ الدار قطني في وجوب الجهر بالبسملة أربعين حديثا في كتاب (السنن) ح1 ص302 ، وأورد البيهقي في سننه قدر مائة حديث ، وأخرج الحافظ الزيلعي في كتاب (نصب الراية) قدر مائتي حديث ، وقد صنف الحافظ المقدسي المعروف بأبي شامه ، مؤلف (الروضتين في أخبار الدولتين) وغيره كتابا في وجوب الجهر بالبسملة ، وثبوت حي على خير العمل في الأذان ، وصنف الحافظ ابن عبد البر المالكي في وجوب الجهر بالبسملة كتابا حافلا سماه (الإنصاف فيما في بسم الله الرحمن الرحيم من الخلاف) انتصر فيه للقائلين بوجوب الجهر بالبسملة .
وروى ابن خزيمة في صحيحه في وجوب الجهر بالبسملة أحاديث كثيرة ، والأحاديث فيها لا يأتي عليها الحصر .
وصنف الدار قطني في الجهر بالبسملة مؤلفا .
هذا ؛ ووسع الاحتجاج في ذلك الفخر الرازي في [4] (مفاتيح الغيب) ، والشوكاني في (نيل الأوطار) ، والنووي في (شرح التهذيب) ، والحاكم في (المتسدرك) ، وابن خزيمة في صحيحه .
قلت : ولا أدري كيف تجاسر القوم على إسقاط البسملة وتركها في الصلاة مع تواتر الأدلة على ثبوتها ، ولزوم الجهر بها في الصلاة أجمع .
صفحة ٣