رسالة الاجتماع والافتراق في الحلف بالطلاق
محقق
محمد بن أحمد سيد احمد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٨ هجري
تصانيف
واستطاع أثناء نقده ورده لها أن يبيّن الهَدي الإسلامي الصحيح إزاء كل رأي مخالف بالفكر الموافق للكتاب والسنّة في مقابل كل فكرة منحرفة. وتمكّن من شق طريقه في الظلمات بفضل تمسكه بنور الله المبين وحبله المتين(١).
لقد قرأ ابن تيمية الكثير والكثير من المصنّفات الفقهية، فقرأ كل ما وقع له أو طالته يده من المؤلفات في عصره:
قال الذهبي في معجم شيوخه: ((وفاق الناس في معرفة الفقه واختلاف المذاهب وفتاوى الصحابة والتابعين، بحيث أنه إذا أفتى لم يلتزم بمذهب بل بما يقوم دليله عنده)). وقلّ أن يتكلم في مسألة إلا ويذكر فيها أقوال الأئمة الأربعة وأقوال المذهب الواحد إذا تعدّدت أو مذاهب الصحابة ومن بعدهم، ولقد خالف المذاهب الأربعة في مسائل واحتجّ لها بالكتاب والسنّة(٢).
في مجال الفلسفة وعلم الكلام:
درس ابن تيميَّة كل ما عرف في عصره من نحل ومذاهب دراسة واسعة وعميقة، تحدوه إلى ذلك رغبةٌ حارة في الوقوف على كنه هذه المذاهب وإدراك حقائقها. قرأ الفلسفة ووقف على دقائقها، وكان يعرف الفلسفة اليونانية القديمة بدليل ما ينقله من آراء أفلاطون وأرسطو ومقارنته بينهما، وكذلك عرف المنطق الأرسطي ونقده رغم انتفاعه به كثيراً في مناقشته للفرق المختلفة.
وأما دراسته للفلسفة الإسلامية، فكانت دراسة استيعاب وتمحيص تدل على عمق وبعد نظر، فقد قرأ كل ما كتبه فلاسفة الإسلام ولا سيّما كتب ابن سينا وابن رشد وكان كثيراً ما يستعين بآراء هذا الأخير في نقده لمدرسة
(١) ابن تيمية مقارنة بينه وبين الغزالي للشيخ محمد رشاد سالم ص ١٣٨ - ١٣٩.
(٢) شيخ الإسلام ابن تيمية سيرته وأخباره عند المؤرخين، جمع الأستاذ صلاح الدين المنجد ص ٦، والكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية للشيخ مرعي يوسف الكرمي الحنبلي ص ٦٥.
32