الرقة والبكاء لابن قدامة
محقق
محمد خير رمضان يوسف
الناشر
دار القلم،دمشق،الدار الشامية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م
مكان النشر
بيروت
الرِّقَّةُ وَالْبُكَاءُ لابْنِ قُدَامَةَ
الْفَصْلُ الأَوَّلُ
ذِكْرُ طَرَفٍ مِنْ صِفَاتِهِمْ
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحَدَّادُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَرِيشِ الْكِلابِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ بْنِ بَهْرَامَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ أَبِي حَاجِبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَدَى الْحَقِّ أَسِيرٌ، يَعْلَمُ أَنَّ عَلَيْهِ رَقِيبًا، عَلَى سَمْعِهِ، وَبَصَرِهِ، وَلِسَانِهِ، وَيَدِهِ، وَرِجْلِهِ، وَبَطْنِهِ، وَفَرْجِهِ، حَتَّى اللَّمْحَةِ بِبَصَرِهِ، وَفُتَاتِ الطِّينِ بِأُصْبُعِهِ، وَكُحْلِ عَيْنَيْهِ، وَجَمِيعِ سَعْيِهِ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لا يَأْمَنُ قَلْبُهُ، وَلا يَسْكُنُ رَوْعَتُهُ، وَلا يَأْمَنُ اضْطِرَابُهُ، أَنَّهُ يَتَوَقَّعُ الْمَوْتَ صَبَاحًا وَمَسَاءً، فَالتَّقْوَى رَقِيبُهُ، وَالْقُرْآنُ دَلِيلُهُ، وَالْخَوْفُ مَحَجَّتُهُ، وَالشَّرَفُ مَطِيَّتُهُ، وَالْحَذَرُ رَقِيبُهُ، وَالْوَجَلُ شِعَارُهُ، وَالصَّلَاةُ كَهْفُهُ، وَالصِّيَامُ جُنَّتُهُ، وَالصَّدَقَةُ فِكَاكُهُ، وَالصِّدْقُ وَزِيرُهُ، وَالْحَيَاءُ أَمِيرُهُ، وَرَبُّهُ ﷿ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ كُلِّهِ بِالْمِرْصَادِ،
1 / 43