أنه الموطن الذي دفن فيه يونس (1) (يونان)، وهذا المسجد جليل المكانة ولا يباح لنصراني أن يدخله إلا بوجه خصوصي ، فضلا عن دفع نقود في سبيل ذلك. وبالوسيلة ذاتها أمكنني ، مع اثنين من الرهبان الكبوشيين ، الدخول فيه ، ولكننا أجبرنا على خلع نعالنا قبل السماح لنا بالدخول. وفي وسط الجامع ضريح مغطى بسجادة فارسية منسوجة من الحرير والفضة ، وفي كل ركن من الضريح شمعدان نحاسي كبير فيه شمعة من شمع النحل ، هذا إلى جملة من القناديل وبيض النعام مدلاة من السقف. ووجدنا جمعا كبيرا من المسلمين خارج المسجد ، وفي داخله رأينا درويشين يتلوان القرآن.
وعلى رمية بندقية من الموصل ، إلى شمالها الشرقي ، أطلال دير كبير متهدم ، يحيط به سور عال ما زال معظمه قائما (2).
لقد مكثنا في الموصل عشرة أيام ، وبعد أن تزودنا منها بكل ما نحتاج إليه لبقية سفرنا ، غادرناها قاصدين أصفهان.
صفحة ٤٣