رحلة الشتاء والصيف

محمد كبريت الحسني ت. 1070 هجري
86

رحلة الشتاء والصيف

محقق

الأستاذ محمَّد سَعيد الطنطاوي

الناشر

المكتب الإسلامي للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٣٨٥ هـ

مكان النشر

بيروت

تصانيف

الجغرافيا
فكم فيه من صبٍ قضى وغرامه ... أوائله لا تنقضي وأواخره وهذه التربة تجلو عن القلب الصدأ، وترشده إلى سبيل الهدى، وفيها يجد الفؤاد من السرور ما يملأ ألف وادٍ، قال في البرق الوامض: ولد ابن الفارض لست وأربعين وخمسمائة، وحَدّث عن القاسم بن عساكر وسمع منه الحافظ المنذري وروى شعره، قال: وكان قد جمع بين الجزالة والحلاوة في شعره. وكان أبوه يتولى الفروض بالقاهرة، قال ابن خلكان: كان على قدم التجريد، كثير الخير، جاور بمكة زمانًا، وكان محمود العشرة. وفي تذكرة الكندي قال: حدّث شيخنا شهاب الدين محمود، أن ابن الفارض كان قاضيًا، فلما كان في بعض الأيام من يوم جمعة دخل المسجد للصلاة وقت الخطبة، فوجد شخصًا يغني فنوى تأديبه، فلما انقضت الصلاة وانتشر الناس، برز، فناداه المذكور أن أقبل، فلما أقبل أنشده: قسمَ الإلهُ الأمرَ بين عبادهِ ... فالصبُّ ينشد والخَلىّ يسبحُ ولعمري التسبيح خير عبادة ... للناسكين، وذا لقوم يصلحُ فكان ذلك سبب زهده وفراق رسوم تهامته ونجده، وفي تذكرة الصلاح للصفدي أنه لما اجتمع بالشيخ شهاب الدين السهروردي بمكة المشرفة أنشده:

1 / 88