رحلة الشتاء والصيف

محمد كبريت الحسني ت. 1070 هجري
104

رحلة الشتاء والصيف

محقق

الأستاذ محمَّد سَعيد الطنطاوي

الناشر

المكتب الإسلامي للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٣٨٥ هـ

مكان النشر

بيروت

تصانيف

الجغرافيا
ولما ارتفعت الشمس أكتسى الجوّ بالغمام، فاعتقدنا ذلك من تمام الإنعام، ولم نزل كذلك، نسلك هاتيك المسالك، وأنا في ألذ نعيم، ما خلا النديم، وفي ذلك أقول: ليست على الحرّ اللبيب مشقة ... بأشق من أن لا يرى أمثالهُ ذاك الغريب وإن يكن في أهلهِ ... وا رحمتاه له لما قد نالهُ ما أصدق ما قال الحسن بن شذقم: وليس غريبًا من نأى عن دياره ... إذا كان ذا مال وينسب للفضلِ وإني غريب بين سكان طيبة ... وإن كنتُ ذا مال وعلم وفي أهلي ولبس ذَهاب الروح يومًا منية ... ولكن ذهاب الروح في عدم الشكلِ يحكى أن سليمان ﵇، لما أراد بالهدهد أشدّ العذاب، أشار عليه وزيره آصف بن برخيا بحبسه في غير جنسه، وما أعجب ما قال: قد سمعت الصدا وذاك جماد ... كلّ شيء تقول ردّ عليكا وعلى ذكر الهدهد، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه، أن الهدهد يرى الماء من تحت الأرض، قيل له: فلم لا يرى الفخ إذا انقضَّ عليه؟ فقال: إذا نزل القضا عمى البصر. هي المقادير فلمني أو فذر ... إن كنت أخطأتُ فما أخطا القدر ومن محاسن النواجي: اركب النيل ما استطعت ففيه ... راحة للفتى وغاية بُغْيَه كم تنزهت حين سافرت فيه ... في بلاد وكم ظفرت بمُنيَه وابن تميم: انظر إلى سير المراكب إذ بدتْ ... والماء يعلو حولها ويدورُ

1 / 106