ورافق رسول الصفويين لدى عودته إلى تبريز. وتجول في اذربيجان وكردستان ، وطوف بأنحاء باكو وتفليس وروان وكوموش خانه وطورطوف ، وشارك في الحملات على كردستان. ثم نقل دفتر زاده محمد أفندي الذى أقام علاقة مع الباشوات المتمردين في تلك القري ، من عمله هذا وعين في قارص ، لكنه لم يهذب إلى عمله الجديد ، وعندما خرج للعودة إلى استانبول ، كلف أوليا جلبي بنقل رسائله أثناء قيام أوليا جلبي بوظيفته هذه ، تعرف برؤساء الجلالية مثل قره حيدر أوغلو ممد وقاطرجي أوغلو محمد. كما عاصر تمرد واردار على باشا ، ويفسح فى كتابه مكانا للحديث عن هزيمته على يد بشير مصطفى باشا ، ومقتله. (سياحتنامه ج 2 ، ص 448 452).
ثم ذهب أوليا جلبي في شهر أغسطس من عام 1648 إلى الشام بصحبة مرتضى باشا لدى تعيينه بكلر بك هناك ، ومن هناك تمكن نقل مرتضى باشا من الشام إلى سيواس ، ذهب معه أوليا جلبي إلى سيواس ، وتحايل بوسائل شتى حتى تمكن من السياحة في مدن وسط وشرق الأناضول ، ثم رجع إلى استانبول سنة 1650.
وفى العام نفسه ، وأثناء وجوده في استانبول اعتلى ملك محمد باشا منصب الصدارة وكانت تربط بينه وبين أوليا جلبي صلة قرابة ومعرفة وطيدة ، فكان ذلك واحدة من أهم نقاط التحول في حياة أوليا جلبي. فصار واحدا من أقرب الرجال إلى الصدر الأعظم. لم يتردد في أن يسجل صراحة الوجه الآخر للأحداث التي شاهدها من خلال موقعه هذا. وسجل في كتابه أدوارهم في التمردات والمظالم التي وقعت. وكان قيام ملك محمد باشا بسك عملة مغشوشة للخروج من الأزمة المالية ، سببا في تمرد أصحاب الحرف بتحريض أغوات الانكشارية ، وبناء عليه تم عزله من الصدارة ، وتم تعيينه بكلر بك في أوزي ، مما أتاح السبيل أمام أوليا جلبي للسياحة مرة أخرى. فذهب برفقة ملك باشا إلى هناك. وخلال ذلك شاهد روسجق وسلتره ، وبابا داغي. واشترك في أعمال وكتابة وتحرير القرى والقصبات التى هناك. كما كان برفقة ملك أحمد باشا أثناء وتوليه منصب بكلر بك الروملي. ولكنه رجع إلى استانبول في يوليو 1653 بعد عزل الباشا. وظل في استانبول لفترة طويلة. وذات مرة حمل رسالة إلى ابشير مصطفي باشا في
صفحة ١٠