* قرية لقيم وكرومها ومياهها
إن المسافة من المكان الذي كانت فيه سوق عكاظ إلى مدينة الطائف هي نحو من ساعة بسير الكهرباء ، وجميع المسافة من البلد الحرام إلى الطائف بالكهرباء نحو من خمس ساعات.
وأول ما يستقبل الإنسان في مسيره إلى الطائف هي قرية لقيم بضم ففتح فسكون وهي قرية لطيفة فسيحة الأرجاء ، لا يظنها من رآها قرية واحدة ، وذلك لتفرق بيوتها ، وتراخي ما بين حاراتها ، والسبب في هذا التفرق أن أكثرها خاص بالأشراف ، وأكثرهم يسكنون في بيوت منفردة مسورة ، تحيط بها بساتينهم ومزارعهم ، فكل واحد منهم يريد أن يعيش مستقلا بنفسه في منزله وزرعه وضرعه وجميع مرافقه ، ومعظم هؤلاء الأشراف هناك من ذوي ناصر ، وأشهرهم لهذا العهد الشريف فطن ، فهو أطولهم يدا ، وأوسعهم كرما ، وأكثرهم كروم عنب ، ومما لا ينبغي أن ينسى أن عنب لقيم هو رأس عنب الطائف في اللذة والحلاوة ، وأن عنب وادي محرم أي قرن المنازل هو رأس عنب الطائف في كبر الحجم مع الحلاوة ، وتحسبه جوزا إذا رأيته ، وقد كنا نضع منه الحبة في دورق الماء ، فتقف في عنقه وتسده.
وفي لقيم عدد غير قليل من السواني ، تحركها البقر ، لا بالدوران حول البئر ، كما هو الشأن في سورية مثلا ، بل بالنزول في منحدر من الأرض إلى جانب البئر ، ثم الصعود ثانية ، فإذا نزلت الدابة في ذلك المنحدر ، صعدت الظروف المعلقة بالأشطان من قعر البئر ، وقد
صفحة ١٨٠