إذا صح هذا الحصر (1963) فإننا نجد أن مجموع سكان النوبة - مقيمين ومهاجرين - يتشابه مع بقية سكان مصر في التناسب العام بين الذكور والإناث.
ثانيا:
أثرت هجرة العمل التي يقوم بها الرجال على التركيب النوعي للسكان؛ المقيمين منهم والمهاجرين بأنواعهم؛ هجرة عمل مؤقتة أو دائمة، وترتب على ذلك انخفاض نسبة الذكور بين المقيمين، وارتفاع نسبتهم بين المهاجرين.
ثالثا:
الارتفاع النسبي للذكور بين المقيمين بصفة دائمة - 44٪ من المجتمع - مرده إلى وجود الأطفال بنوعيهما مع أمهاتهم من ناحية، وعودة كبار السن من الرجال إلى قراهم بعد أن تجاوزوا سن العمل من ناحية أخرى.
رابعا:
إذا أضفنا الذكور العاملين في الخارج والذين كانوا وقت الحصر السكاني مقيمين في بلادهم، فإن نسبة الذكور إلى الإناث في مجتمع النوبة المقيم تنخفض كثيرا إلى 36,6٪، وهذه هي الصفة الأساسية التي كان مجتمع النوبة يتصف به، فهو مجتمع يجلب الجزء الأكبر من موارده من عمل الرجال خارج بلاده.
شكل 4-3: النسبة المئوية للذكور المقيمين في القرى النوبية (أرقام 1960).
ويوضح الشكل (
4-3 )، المنبني على التعداد السكاني لسنة 1960، كيف أن نسبة الذكور تزيد أو تنخفض عن متوسط 38٪ للمجتمع النوبي المقيم حسب أقاليم اللغات الثلاثة، فمجتمع الكنوز يتصف بانخفاض كبير لعدد الذكور المقيمين إلى ما بين 23٪ (المحرقة) و26٪ (أبوهور) إلى نحو الثلاثين بالمائة في معظم قرى الكنوز، ويستثنى من ذلك منطقة الدكة-العلاقي؛ حيث ترتفع نسبة الذكور في المجتمع إلى 44٪ و37٪ على التوالي، وهذا التوزيع يتفق تماما مع توزيع مناطق الفقر والغنى في النوبة (انظر خريطة 6)، فالمحرقة - كما نذكر من التاريخ - كانت آخر حدود مصر البطلمية - وربما الرومانية أيضا - لأنها كانت منطقة فقر لا مطمع لأحد فيها، وهي كانت كذلك حتى إنشاء السد العالي؛ سهلها الفيضي ضئيل وعدد نجوعها ستة وسكانها 360 فردا، ومنطقة جرف حسين إلى أبوهور منطقة فقر أخرى تنعكس صورته في انخفاض نسبة الذكور إلى العشرينيات بالمائة، وعلى عكس ذلك أهلت سهول الدكة والعلاقي وما جاورها إلى غنى طبيعي زاده مشروعات الزراعة على الطلمبات، ومن هنا ارتفع عدد الذكور العاملين في هذه الموارد المحلية.
صفحة غير معروفة