وحول الثعابين، فإنها كلها خطرة - وخاصة الطريشة والحنش أبو درقة - ويجب أن تقتل فور رؤيتها بالعصي والحجارة - المفروض أن يلف الشخص أنفه بقطعة قماش؛ لأن أبا درقة ينفث مادة سائلة قاتلة أو كاوية - لكن هناك نوع صغير غير سام لونه مخطط أسود وأحمر، يسمى الشيخ أو الفقير، لا يقتل ولا تقرأ تعازيم لطرده، وتقول له كبيرات السن «جار ولا تجار ولا تعادينا ولا نعاديك»؛ أي امض في سلام. وإذا قتل ثعبان من الفقير خطأ، يحزن الذي قتله ويشعر بذنب كبير، ولم نعرف مبررات هذه التسمية: فأل حسن أو ممارسة بيئية بمقتضاها لا يقتل ما لا يضر؟ وأي ثعبان بعد قتله ينفع في فك المشاهرة؛ إذ تمر عليه المرأة المشاهرة عليه سبع مرات، وفي كل مرة تسر لنفسها أقوالا محفوظة لفك المشاهرة، والتمساح المصطاد ينفع أيضا في فك المشاهرة، وأحيانا يعملون من الطين ثعبانا أو تمساحا للغرض ذاته.
والمشاهرة لها أسباب عديدة؛ منها أن يأكل أحد من لحم ذبيحة الفرح قبل أن يأكل العريس من الكبد بعد شيها، وفأل سيئ أن يأكل أحد مسبقا، ليس فقط لأن ذلك قد ينتهي بالمشاهرة وعدم الإنجاب، ولكن قد يؤدي إلى الربط، أو على أقل تقدير ألا ينتهي الفرح بسلام. وإذا تصادف أن كان هناك عرسان في يوم واحد في نفس القرية، فإن الذي يدخل على عروسه قبل الآخر يؤدي - طبعا دون قصد - إلى مشاهرة العروس الأخرى. وكذلك أن تدخل امرأة على امرأة والدة بشكل معين يؤدي إلى المشاهرة بعد ذلك المولود ... إلخ.
الندور ممارسة شائعة بين النساء، والقليل جدا من الرجال، والمرأة تندر لشيخ كبير المقام في القرية إذا كانت مريضة بداء عضال أو لا تحمل، أو أنها تلد مواليد أموات. والندر يتراوح بين ثلاث «برادات» شاي إلى رأس سكر، إلى ذبيحة توزع عند مقام الشيخ، وفي هذه الحال يذهب فخذ الذبيحة وأحشاؤها إلى نقيب الشيخ، والبعض يضع نقودا على تابوت الشيخ، لا يمسها أحد سوى النقيب أو النقيبة، وبعد تقديم الندر تأخذ صاحبة النذر قليلا من التراب من الأركان الأربعة للضريح وترشه على رأسها.
وفي أحيان تأخذ سيدة ترابا من الضريح ترشه في بيتها لأسباب عديدة؛ منها التخلص من العقارب - تقول: ببركة الشيخ تنتهي العقارب - أو إذا حدثت سرقة ترش التراب وتدعو أن ينتفخ بطن السارقة أو تنكسر رجلها، أو يوضع التراب في كيس ويعلق عند باب حديقة أحدهم بنية مرض من يختلس ثمرة بدون إذن ... إلخ.
موجز طقوس الزواج
الزواج أحد أهم طقوس الحياة في كل المجتمعات، وفي النوبة تتشابه الطقوس مع اختلافات محدودة، ويمكن تلخيص خطوات الزواج على النحو التالي:
الكلام:
تذهب والدة العريس إلى والدة العروس لجس النبض، فإذا كان الأمر بالإيجاب، يذهب الوالد أو الخال أو العم إلى والد العروس للتقدم الرسمي بطلب العروس فلانة لابنه فلان، وبعد مهلة قليلة يستشير فيها أبو العروس أهله - وربما عشيرته كلها - يعطي الأب موافقته وبها تبدأ مراسم عديدة، رأي البنت والأم استشاري غالبا، ولكن ربما كان وراء الكواليس سابق اتجاه إلى شخص معين يقتنع به الأب، ابن العم له أولوية مطلقة عند العبابدة.
ويمكن أن نلخص الكثير من مراسم وطقوس الزواج من خلال مصطلحات معينة بعضها الآتي:
الوجاهة:
صفحة غير معروفة