[أعني السوق وكذا من في مقبرة السوق] (1) نفعنا الله بهم فقد سمعت ممن يوثق به أن بعض الناس من بجاية وصل إلى عرفة فصار يستغيث بالصالحين فيما أصابه فاتاه بعض الأولياء فقال له إن رجعت إلى بجاية فاستغث برجال النخلة فمن استغاث بهم يغاث بإذن الله تعالى.
وبعده توجهت بوجهي إلى المدفونين في جبل خليفة بعد ما زرت سيدي الصديق وزيارة سيدي عبد الحق الفجيجي ولم يثبت عندي شيء في حقهما نعم أهل بجاية يعظمونهما غاية التعظيم إلا ما سمعت عن بعض طلبة بجاية بان قال الشيخ عبد الحق هذا هو ألي قتله السلطان ظلما وعدوانا وسبب ذلك أن بعض الزنادقة كان يتعبد (2) في الظاهر في الموضع المسمى المضيق فلما اشتهر أمره صار الناس يأتيه فيختلي (3) بها فتلد طفلا فعلي صيته بهذا الأمر فذهبت زوجة سيدي عبد الحق هذا إليه وهو معها فلما وصلته طلبها للخلوة على عادته ليطأها فتلد ولدا فامتنع الشيخ من ذلك فقال هذا ممنوع شرعا فرجع هو وزوجته وكانت امرأة السلطان قد فعل بها ما فعل قبل بالنساء ولما رجع الشيخ عبد الحق نادى بالويل على الرجل وقال انه زنديق ونبه على فعله الخسيس وافتضح أمر الرجل وأصابت السلطان المعرة العظيمة فطلب سيدي عبد الحق على مقالته فقتله وجعل رأسه عند باب المدينة وإنما فعل ذلك امتثالا لقوله عليه الصلاة والسلام إذا رأى العالم منكرا ولم يغيره فعليه لعنة الله نعم بقي رأس الشيخ هناك مدة غير انه إذا جاء البواب عند الغروب ويقول الباب الباب ليدخل من كان خارجا فيقول الرأس لم يبق إلا عبد الحق الذي مات على الحق
صفحة ٣٤