تنبيه إياك أن تتعرض لأحد من أهل الله ممن ثبتت له الخصوصية من الأولياء في زمانك فيما فيه الوسع شرعا فتنزل قدمك بعد ثبوتها وقال الخطاب في حاشيته على الشيخ خليل أن مذهب المخالف أعي الفطر من غير وجه أقيس فإذا فهمت هذا علمت أن الاعتراض على من ثبتت له الخصوصية حرمان والمنازعة شقاوة وامتثال أمره غنيمة فالكيس بن الكيس إذا اجتمع مع أحد من أولياء زمانه ينظر ما يستحسنه منه (1) بقلبه فعله من غير كلفة من الشيخ فتأخذ مكانا في صدره فينظر الله إليك بعين الرحمة لأن الله ينظر إليه بعين الرحمة فمن نظره في قلبه أفلح ولا تعترضه ولو في غيبته إذ ربما كان ذلك سلبا لإيمانك لأن الله يحارب عنه وقال أبو يزيد المذكور أعلى الولاية التصديق بأحوال أهل الله وأدنى الولاية التسليم لأهل الله فلا تنازعهم أصلا بقلبك ولا بقالبك فيموت قلبك إلا ما أنكره الشرع إجماعا (2). حاصله. هم أبواب الله والله يقول وأتوا البيوت من أبوابها فمن اعترض أحدا بحظ نفسه رد عن باب الله وكان مطرودا بين العباد فيراه كل أحد من الناس بعين الازدراء حتى انه لا يجد شفيعا إلا التوبة الصادقة فحسن الظن وتسليم الأمر لأهل الله غير قادح شرعا بل هو سلم يرقى به إلى حضرة الكمال فإياك أن تنظر إلى كثرة العبادة من الإنسان بل انظر إلى خميرة الصدق وحسن الاعتقاد وعدم المنازعة فذلك الشان وخمر عقلك به تفز كما فازوا وحينئذ (3) لا تسرع لإنكار ما يحكى عن الشيخ سيدي أحمد بن معمر نفعنا الله به وأفاض علينا من بحر أنواره بمنه وكرمه أن ثبت عنه ذلك.
وبعد زيارتي له توجهت لزيارة رجال النخلة المدفونين في مسجد الخميس
صفحة ٣٣