139

ومياه عظيمة طيبة وفيها حمام يجري ماؤه قوي بحيث عم غالب القرية وماؤه حار كأنه تحته نار عظيمة بحيث من أراد الاغتسال فيه لا يقدر على الاغتسال فيه بغتة لشدة سخونته (1) وغير ذلك من أوصافها.

ثم ارتحلنا منها فنزلنا توزر وقت الضحى وهي بلدة عظيمة من قواعد الجريد كثيرة النخل مع جودة تمرها إذ لا نظير له في سائر بلد (2) الجريد قوية المياه فيها إنها وماؤها عذب وبناؤها شامخ مستحسن مرونق فهي أفضل من بسكرة لأن بناءها بالطوب وهي بناؤها بالأجر والجير والجبس في غاية الإتقان مع طول البنيان إلى العلو (3) وسعة عرضه حاصله أنها قرية طيبة جيدة وذلك عام في الدور والمساجد بخلاف بسكرة فإن حسنها في مسجدها فقط.

وقد قال سيدي أحمد بن ناصر في رحلته ما نصه وتوزر هذه هي قاعدة بلاد الجريد من عمالة تونس ووافينا بها في الحجة التي قبل هذه عام تسعة أمير تونس رمضان باي بمحلته جاء لقبض الخراج الموظف على البلد كما هي سنتهم وسنة من اقتدى بهم قطعها الله من سنة وأخلى منها جميع أراضي الإسلام بلا محنة وملاها بالعدل المستقيم والدين القويم وما رأيت ببلاد الجريد أكثر منها نخلا وأحسن منها بناء وأوسع بعد بسكرة ساحة وأغزر ماء وبناؤهم بالأجر فلذلك كان أحسن من بناء بسكرة ما عدا المسجد والمنارة فقد قدمنا من وصفهما ما يغني عن الإعادة وبها من الثمار ما لا يحصى عدده إلا الله يرد عليها من الأعراب الآلاف المتؤلفة ويملأ كل واحد أبله بما شاء من الثمار وتمرها من أجود تمر الجريد ومياهها غزيرة وجناتها كثيرة

صفحة ١٥٦