وبلغت في العلم مبلغا عظيما. وبعد سنين جاءت إلى مدينة رومة والناس يقرؤون العلم عليها إلى أن مات الباب المسمى بليون ، وذلك سنة اثنين وخمسين وثمان مائة من حساب سيدنا عيسى عليه السلام فتولت هي الكرسي وصارت باب من الذين يعتقدون فيه أنه إله الأرض يغفر الذنوب للناس ، هو جميع أييمة دينهم ببركته. وكان لها مملوكا أو خديما ، وحملت منه ، ومشت يوما لزيارة موضع يسمى لترا أعني كنيسة ومعها خلق كثير ، فأخذها وجع النفاس ووقفت والناس معها إلى أن ولدت. ولما سمعوا عياط (73) المولود بان لهم ما كان مخفيا عنهم ، وماتت في الحين. ونزل بجميع النصارى والقسيسين والرهبان حزن وخزي وذل عظيم. والزمن الذي كانت فيه التولية قدر سنتين وكذا وثلاثين يوما. واجتمع كبراؤهم في الديوان ، ودبروا تدبيرا جديدا لئلا يقع لهم مثل ذلك ، أنهم إذا عينوا باب يأتوا إله الشهود العدول ، ويقلبونه ، ويشهدون عليه أنه ذكر. وأما الزنقة التي ولدت فيها فلا يجوز عليها أحد من الباب.
صفحة ٦٤