وكم قد أفسدوا من امرأة - وربما حبلوها، ورأيت من حبل منهن من الزنا - وكم أتلفوا صبيا أخرجوه عن أبويه وحسنوا له الفقر، فيتخذونه ولدا كما يتخذون في الشام الحوار ، ثم يعانقونه طول الليل ، جهده الاجتماع والمعاشرة والاهتمام بالرقص بالغداة والعشي، وشغل قلب بعضهم ببعض. يبتلى الصبي بذلك فيغيب عن قلبه ما يجري عليه بالليل منهم، فيصبح من فراش أحدهم، فيقبل يد الشيخ ويرقص، ويعدو ويدور في الطابق، يتوارى عن قلبه مخازيهم بالليل، ويقولون: السماع شبكة!! نعم شبكة لمأكلتهم، ورجوع من شرود إلى شرود.
وحكى لي من لا أتهمه : أنهم كانوا يجتمعون في بيت؛ الرجال والنساء خلطاء، ثم يقيمون السماع فيأخذهم الحال، فيتعرى الرجال عن جميع ملابسهم لورود الحال، وتبقى عوراتهم بادية - وهم بادية - فإذا انطفأ المصباح أخذ كل فقير في
صفحة ٣٤