وأهل الرواق المجاورين يتعبدون برؤية قبة الشيخ كأنها إله يعبد، فيرمقونها بأبصارهم، وتتصاعد لذلك أنفاسهم، ويأنسون أنس العابد بمعبوده، وكيف لا ? وهم يرون العالم من آفاق الدنيا يقصدونها بالتعظيم ، وحط الرؤوس والسجود لها ويبذلون أموالهم نذرا لها، من الدراهم والشموع وغير ذلك، ومن ذلك أنهم كانوا لا يتحاشون مؤاخاة النساء الأجانب، ولا المبيت معهن ولا يتحاشون من مؤاخاة الصبي الجميل، ولا المبيت معه ، يزعمون أنهم في المبيت لا يصدر منهم زنا، وربما يتخذ الشيخ منهم أخوات وبنات في الله - بزعمه - فينام في جانب وأخواته وبناته - في الله - في البيت في جانب آخر، ثم يطفئ المصباح، فمن أراد أن يتبرك بقدم الشيخ يكبسها - فلا بأس، فإن قبل الشيخ إحداهن وضاجعها فلا يدرى ما يصنع بعد ذلك!!
فإذا جاء الشيخ الأكبر إلى مريد من مريديه ، ممن استخلفه وجعله شيخا، فيجيئون أصحاب الشيخ الأصغر، ويطالبونه بأن يجمع لهم أخوات يسكنون إليهن، فيجمع الشيخ من نساء أصحابه جمعا، ويفرقهن على أصحاب الشيخ. حدثني من لا أتهمه، سعد الأكال - يقع في قواصر تمر، فيزعم أنه يأكلها بالحال. وأنه [لما] كان صبيا ينام في عناق فلان -خادم الشيخ أحمد الكبير - كأنه يفتخر بذلك وبعناقه له!! فذكر لي - والله أعلم بصدقه من كذبه - أنه ليلة من الليالي - وهذا سعد كان يعتقد أن الشيخ نجم الدين هو مدبر الأمر، وأنه حتي ما مات، لأنه لو مات لم يقم أمر !! سمعت ذاك من لفظه . كأنه اختفى كما اختفى المنتظر الذي للرافضة ، ويستدل بهذا أن المضاجعة عندهم غير محرمة، يفعلها البر والفاجر، فإن تنزه منها ورع من ورعيهم، إنما يفعل ذلك تنزيها لا تحريما !!
هذا الذي شرحته في حق خيارهم، وأما شرارهم فسمعت منهم من يقول: إن الصندوق إذا كان طاهرا - يعنى الصدر - فلا يضر الميل إذا كان في المكحلة. وكان يقوله ممازحا، وهو جد في قالب هزل. ومثل هذا الجنس إذا وقع في كفه امرأة أو صبي واقعه فيما دون الفرج، وقضى شهوته، لا أشك في ذلك. هذا إذا امتنع عليه،
صفحة ٣٣