259

الفرج (1)، وابن عبد الحكم (2)، وأبي إسحاق بن شعبان ، والقاضي أبي محمد عبد الوهاب ، وغيرهم. وليس لها هنالك اشتهار ، ولا يوقف عليها إلا بتعريف من له بها عناية. وقد (3) أخبرني بعض أصحابنا أنه ما أوجب تنويههم بتربة الشافعي ، إلا دفن أم الملك الكامل (4) معه في الروضة ، وما أقرب أن يكون ذلك (5) كذلك. فإن الذي ضمته مصر من أفاضل الصدر الأول لا يحصى كثرة ، وفيهم من الصحابة رضياللهعنهم أعداد. ومع ذلك فما عرفت قبور أكثرهم ، فضلا عما سوى ذلك.

والشافعي رحمه الله رجل مجدود في حياته ، وبعد موته ، وطار (6) له من الصيت مالم يطر (7) بعضه لمن هو أعلم منه ، وخدمه الجد حتى في الأصحاب ، فما صحبه إلا من له فيه فرط تشيع ، وغلو معتقد ، ومن رأى كلامهم فيه ، وذكرهم له عجب من ذلك ، وما أحقهم باسم الشيعة من المتعصبين لمن حق لهم التعصب ، ووجبت لهم الحمية ، أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ولقد صدق الشافعي رحمه الله في قوله : (8) [الكامل]

صفحة ٣٢٨