حقوق اليتامى كما جاءت في سورة النساء

سليمان اللاحم ت. غير معلوم
66

حقوق اليتامى كما جاءت في سورة النساء

الناشر

دار العاصمة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

السفه، فزالت الولاية عليهم، ووجب رد أموالهم إليهم. قوله تعالى: ﴿وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ﴾ الواو استئنافية، و«من» شرطية «كان» فعل الشرط، وجوابه (فليستعفف) واقترن الجواب بالفاءلأنه جملة طلبية. أي: ومن كان من الأولياء أو الأوصياء على السفهاء من اليتامى وغيرهم غنيًّا. أي عنده من المال ما يكفيه ولا يحتاج إلى مال من تحت ولايته. فليستعفف: اللام لام الأمر، واستعف عن الشيء بمعنى كفّ عنه وتركه واستغنى عنه (١). واستعفّ: أبلغ من عفّ (٢) لأن زيادة المبنى تدل - غالبًا (٣) - على زيادة المعنى. أي: ومن كان عنده ما يكفيه من المال فليكف عن مال اليتيم وليستغن عنه. قوله تعالى: ﴿وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأكل بِالْمَعْرُوفِ﴾ معطوف على ما قبله، مشتمل على شرط وجوابه. وبين قوله: ﴿وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ﴾ وقوله: ﴿وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأكل بِالْمَعْرُوفِ﴾ مقابلة بديعة بين قوله ﴿غنيًّا﴾ و﴿فقيرًا﴾ وبين قوله ﴿فَلْيَسْتَعْفِفْ﴾ وقوله ﴿فَلْيَأكل﴾. أي: ومن كان من الأولياء أو الأوصياء على السفهاء من اليتامى وغيرهم فقيرًا، أي: معدمًا ليس عنه شيء، أو عنده شيء يسير لا يكفي لحاجته (٤)؛ مأخوذ من فقار الظهر، كأنه انقطعت فقار ظهره فلم يستطع الاعتماد على حاله (٥).

(١) انظر «جامع البيان» ٧/ ٥٨١، «أحكام القرآن» لابن العربي ١/ ٣٢٤، «الجامع لأحكام القرآن» ٥/ ٤١، «تفسير ابن كثير» ٢/ ١٨٨. (٢) انظر «الكاشف» ١/ ٢٤٩، «مدارك التنزيل» ١/ ٢٩٢. (٣) أي: ليس ذلك مطردًا فمثلًا: «ثمر» أقل حروفًا من «ثمرة» وهو أكثر منها معنا، لأنه جمع وهي مفرده، ومثله شجر وشجرة، وبقر وبقرة، وهكذا. (٤) انظر «أحكام القرآن» لابن العربي ١/ ٣٢٤، «الجامع لأحكام القرآن» ٥/ ٤١، «تفسير ابن كثير٢/ ١٨٨، وانظر «اللسان» مادة «فقر». (٥) انظر «الناسخ والمنسوخ» للنحاس ٢/ ٤٤٢ - ٤٤٦.

1 / 67