حقوق اليتامى كما جاءت في سورة النساء
الناشر
دار العاصمة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
معاني المفردات والجمل:
قوله تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ﴾.
قوله ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ﴾ الوأو للاستئناف.
و«إن» شرطية.
«خفتم» فعل الشرط، وجوابه (فانكحوا).
والخوف هنا على بابه (١)، أي: أن غلب الظن ألا تقسطوا.
وقيل «خفتم» بمعنى علمتم، وأيقنتم (٢)، كقوله تعالى: ﴿فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا﴾ (٣) أي: من علم من موصٍ حنفًا.
والصحيح أن الخوف هنا على معناه (٤) فمتى وجد الخوف من عدم الإقساط مع اليتامى وجب العدول عنهن وترك نكاحهن إلى غيرهن، وإن لم يكن عدم الإقساط أمرًا معلومًا متيقنًا، لأن هذا في الغالب لا تتم معرفته إلا بعد الزواج بهن، أي: بعد العقد والدخول.
قوله: ألا تقسطوا. أي ألا تعدلوا، من «أقسط» الرباعي. بمعنى «عدل» (٥) ومنه قوله تعالى: ﴿كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ﴾ (٦). واسم الفاعل منه «مقسط» ومنه قوله
_________
(١) قال الراغب الأصفةاني: «الخوف توقع مكروه عن أماره مظنونة أو معلومة، كما أن الرجاء والطمع توقع محبوب عن أماره مظنونة أو معلومة. ويضاد الخوف الأمن» «المفردات» مادة «خوف».
(٢) انظر «مجاز القرآن» ١/ ١١٤.
(٣) سورة البقرة، آية: ١٨٢.
(٤) انظر «أحكام القرآن» لابن العربي١/ ٣١٠، «المحرر الوجيز» ٤/ ١٣، «الجامع لأحكام القرآن» ٥/ ١٢.
(٥) انظر «معاني القرآن» للأخفش١/ ٤٣١، «جامع البيان» ٧/ ٥٤١، «المفردات» مادة «قسط»، «المحرر الوجيز» ٤/ ١٣، «التفسير الكبير» ٩/ ١٣٩، الجامع لحكام القرآن» ٥/ ١٢.
(٦) سورة النساء، آية: ١٣٥.
1 / 15