الإصلاح كالاتجار به أو المحافظة عليه ونحو ذلك. بل إن الضم قد يتعين جلبًا لمصلحة مال اليتيم ودفعًا للمشقة عن الولي في عزل مال اليتيم عن ماله، ولهذا قال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ﴾ أي لشق عليكم فمنعكم من مخالطتهم. لكن ينبغي على الولي إذا ضم مال اليتيم إلى ماله أن يحتاط بكتابة ذلك والإشهاد عليه (١).
٨ - الإشارة إلى ان بعض الأولياء قد يتستر إذا أراد أن يأكل مال يتيمه بضم مال اليتيم إليه، ويأكله مع غناه عنه، لقوله: ﴿إِلَى أموالكُمْ﴾. وفي ذلك تنبيه على قبح هذا الفعل وشناعته (٢).
٩ - إن التعدي عل أموال اليتامى باستبدالها بالخبيث أو أكلها أو ضمها إلى أموال الأولياء بقصد أكلها من كبائر الذنوب، لقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا﴾ (٣).
بل ذهب بعض أهل العلم أي ان أكل مال اليتيم بغير حق اكبر الكبائر بعد الشرك بالله.
****
(١) انظر كلام الشيخ محمد بن صالح العثيمين على هذه الآية في دروس التفسير.
(٢) انظر «التفسير الكبير» ٩/ ١٣٨.
(٣) انظر «العلل» للإمام أحمد ص ١٦٩، «مرويات الإمام أحمد في التفسير» ١/ ٣٣٢.