96

============================================================

باب صفة الراغبين(1) حقوق الله تعالى في رد الخطرات وقبولها في أعمال القلوب والجوارح على قدر منازل اهل القوة والضعف والراعون لحقوق الله عز وجل في منازل شتى، وقد ينتقل كل زاع منهم في تلك المنازل على قدر قوته وضعفه.

فأول منزلة من الرعاية - وأهلها اقوى الخلق في الرعاية لحقوق الله عز وجل - الرعاية عند الخطرات، بعد اعتقاد جمل حقوق الله تعالى (2) ، فلا تخطر بقلبه خطرة من أعمال قلبه إلا جعل الكتاب والسنة دليلين عليها (2) ، فلم يقبلها باعتقاد الضمير ، لا و (لا) (4) يتركها يسكن قلبه في مجال الفكر من التمني وغيره ، إلا أن يشهد له العلم آن الله تعالى قد آمر بها وندب إليها، أو أذن فيها بأسبابها وعللها ووقتها وإرادته (5) فيها.

فإنه قد يقبل الخطرة يرى انها داعية إلى سنة وهي بدعة . وقد يرى آنها داعية الى طاعة وهي معصية، وقد يرى انها داعية إلى خير وهي شر، كالخطرة تدعو إلى الاخلاص بترك العمل. وإلى التنزه عن الخلق بالكبر (2) . وإلى الرجاء على العمل بالعجب والغرة. والى المنافسة بالحسد، وإلى الغضب لله تعالى بتمني البلاء في الدين والدنيا للمسلمين. واعتقاد استحلال ما حرم الله عز وجل منهم. ونحو ذلك من (1) في ط: باب منازل أهل الرعاية لحقوق الله عز وجل...

(2) هنا وفي بقية الباب: الله عز وجل في ط.

(3) وقد بنى المرشدون مناهجهم على هذه القاعدة ، ولاسيما الشاذلية ، وهذه القاعدة تحمي السالكين من الشطحات التي لاتؤيدها نصوص الكتاب والسنة .

(4) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط.

(5) في ط: وإرادتها فيها.

(6) في ط: بالفكر.

96

صفحة ٩٥