============================================================
باب معرفة متى يفزع العبد إلى الله تعالى فيفتقر إليه (1) فهاج الرجاء (حينئذ) (2) أن يكون في سابق علمه وقدره وليا لربه، وأن ذلك الوقت تاريخ حكم ولايته، وخاتمة من أسعده، ليطهره قبل لقائه، ويزينه للعرض عليه، فيعطي الله العزم بالتوبة عند كل ذنب يذكره، وتضييع حتى يعرفه، وأداءا ال المظالم إلى أهلها في عاجل الدنيا والتذلل لهم (3) لرجاء التعزز في الآخرة بالسلامة من الخصوص بين يدي الله حتى إذا أعطي العزم ألا يعود في ذنوبه ، وأن يقوم جميع حقوق الله، وما كان عليه منها آداؤه (4) كصلاة ضيعها في جهالته ، وصيام او رحم قطعها؛ لأن كثيرا من القراء يمكث الدهر الطويل في قراءته ، وعليه صلوات قدا ضيعها في جهالته، لا يذكر أن عليه قضاءها، كمتهاون في جنابة أو سكر أو خفيف لا تجزئه الصلاة معه (5) ، أو تقصير في وضوء لا تجزئه بذلك الصلاة، فتنسيه قراءته ذكر ما كان في جهالته.
فإذا عزم العبد القيام ججميع حقوق الله بعد معرفته بذلك، فعند ذلك للعدو وللنفس خدع، يريانه أنه إنما ينال القيام بما عزم عليه بعقله وقوته، وأنه بعد عزمه ن يغلب، وينسى التوكل على ربه ، فلا يؤمن عليه الخذلان .
ومن ذلك حديث سليمان عليه السلام، أنه لم يعط ما أراد بقصد عزمه إذ أغفل التوكل على ربه عز وجل، بتركه الاستثناء، كما قال المصطفى له ، وكما أنزل اله (1) العنوان سقط من ط.
(2) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط (3) في ط: وأداء المظالم إلى أهلها وتدلل هم، وهو ركيك.
(4) في ط: أداه.
(5) في ط: الصلاة به.
صفحة ٧٦