نزول القرآن الكريم والعناية به في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
يقول زيد بن ثابت ﵁ (كنا عند رسول الله ﷺ نؤلف القرآن من الرِّقاع) ١، وكان الصحابة رضوان الله عليهم يعرضون على رسول الله ﷺ ما لديهم من القرآن حفظًا وكتابة كذلك، ولم ينتقل الرسول ﷺ إلى الرفيق الأعلى إلا والقرآن كله مكتوب مسطور بالأحرف السبعة غير مجموع في مصحف واحد ولذلك قال الزركشي (وإنما لم يكتب في عهد النبي ﷺ مصحف لئلا يفضي إلى تغييره كل وقت فلهذا تأخرت كتابته إلى أن كمل نزول القرآن بموته ﷺ ٢، والأدلة على كتابة القرآن في عهد النبي ﷺ كثيرة منها:
قوله ﷺ: (لا تكتبوا عني شيئًا غير القرآن ومن كتب عني غير القرآن فليمحه) ٣.
وقول الصديق لزيد بن ثابت (إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك كنت تكتب الوحي لرسول الله ﷺ ٤.
١ أخرجه الترمذي في سننه، كتاب المناقب، باب في فضل الشام واليمن ٥/٧٣٤ ٣٩٥٤، وقال عقبه هذا حديث حسن غريب، وأخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب التاريخ ٢/٦١١، وقال عقبه هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وفيه الدليل الواضح أن القرآن الكريم إنما جُمع في عهد النبي ﷺ، والحديث صحيح. ٢ البرهان للزركشي ١/٢٦٢. ٣ أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الزهد والرقائق، باب التثبت في الحديث وحكم كتابة العلم ٤/١٨١٨ ٣٠٠٤. ٤ أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب قوله لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ص٩٧٤ ٤٦٧٩.
1 / 61