نزول القرآن الكريم والعناية به في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم

محمد بن عبد الرحمن الشايع ت. غير معلوم
26

نزول القرآن الكريم والعناية به في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم

الناشر

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

تصانيف

الكرام البررة ﵈ وإنساخهم إياه، وتلاوتهم له"١ فيكون قولًا خامسًا. وقد حاول ابن عقيلة المكي الإجابة عما تضمنه ذلك الخبر من عدم أخذ جبريل للقرآن من الله. فقال بعد أن ساق الخبر: "فهذا يقضي أن جبريل ما أخذه إلا عن السفرة. قلت: لا تنافي، لاحتمال أن جبريل ﵇ سمعه من الله ﷾ كما تقدم بصفة التجلي فعلمه جميعه ثم أمره الله أن يأخذه من اللوح المحفوظ فيضعه في بيت العزة عند السفرة، ثم أمر الله ﷾ السفرة أن تنجمه على جبريل ﵇ في عشرين ليلة لكل سنة ليلة وإنما كان التنجيم من السفرة على جبريل لما ذكره الحكيم الترمذي: إن سر وضع القرآن في السماء الدنيا ليدخل في حدها لأنه رحمة لأهلها. فأخذ جبريل عن السفرة إشارة إلى أنه صار مخصوصًا بهم فلا يؤخذ إلا عنهم". ٢ وفي كون جبريل ﵇ يأخذ القرآن إلى السفرة ثم يأخذه منهم؛ نظر. أي نظر في الصفة لا في الصلة. فإن صلة السفرة بالقرآن ظاهرة من قوله تعالى: ﴿فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ﴾ (عبس: ١٣-١٦) .

١ جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي (١/٢٠) . ٢ الزيادة والإحسان لابن عقيلة (١/١٧٢) بتحقيق: د. محمد صفاء حقي.

1 / 26