نزول القرآن الكريم والعناية به في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
القول الثاني:
أن للقرآن نزولًا واحدًا هو النزول المنجم على النبي ﷺ وأنه ابتدئ إنزاله في ليلة القدر وهي الليلة المباركة من شهر رمضان.١
القائلون به:
قاله الشعبي٢ ومحمد بن إسحاق٣ والنسفي.٤
وقد عدّ السخاوي في جمال القراء٥ الشعبي من القائلين بالقول الأول مع ابن عباس وابن جبير. ويؤيد هذا ما أخرجه الطبري في تفسيره عن الشعبي في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ قال: بلغنا أن القرآن نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا.٦
وهذا خلاف لما هو مشهور عن الشعبي في هذا، وما أخرجه الطبري عن الشعبي هنا معارض بما رواه عنه - أيضًا - في تفسيره من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي. أنه قال في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ قال: نزل أول القرآن في ليلة القدر.٧
١ انظر البرهان للزركشي (١/٢٢٨-) والإتقان للسيوطي (١/١٣٨) والمرشد الوجيز (٢٠) وتفسير القرطبي (٢٠/١٣٠) . ٢ انظر البرهان للزركشي (٢٢٩)، والإتقان للسيوطي (٠١/١٤٨) والمرشد الوجيز (٢٠) وتفسير الماوردي (٦/٣١٢) بتحقيق السيد بن عبد المقصود بن عبد الرحيم والثعالبي (٤/٤٣٠) . ٣ نسبه له الفخر الرازي في تفسيره (٥/٨٥) . ٤ انظر تفسيره (١/٩٤) حيث قال: ﴿الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ أي ابتدئ فيه إنزاله وكان في ليلة القدر وأشار إلى الإنزال جملة بصيغة التضعيف في تفسير سورة القدر (٤/٣٧٠) فقال: روي أنه أنزل جملة) . ٥ ينظر جمال القراء للسخاوي (١/٢٠) . ٦ تفسير الطبري (٢/١٤٥) ٣/٤٤٧) (٣٠/٢٥٨) . ٧ تفسير الطبري (٣٠/٢٥٨) .
1 / 19