22

كشف المنن في علامات الساعة والملاحم والفتن

الناشر

مكتبة عباد الرحمن،جمهورية مصر العربية،دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

إليه، وقد كان هذا الإنشقاق كإعجاز لأهل مكة عندما سألوه ﷺ أن يريهم آية معجزة قال تعالى. ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢)﴾ [القمر: ١ - ٢]. قال ابن كثير: ﴿وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ قد كان هذا في زمان رسول اللَّه ﷺ كما وورد ذلك في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة، وهذا أمر متفق عليه بين العلماء؛ أي: إنشقاق القمر، وأنه وقع في زمان النبي ﷺ، وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات (١). ١ - روى الشيخان عن عبد اللَّه بن مسعود ﵁؛ قال: "انشق القمر على عهد رسول اللَّه ﷺ شقتين، فقال النبي ﷺ: اشهدوا" (٢). ٢ - وروى الشيخان عن أنس ﵁: "أن أهل مكة سألوا رسول اللَّه ﷺ أن يريهم آية، فأراهم إنشقاق القمر" (٣) ٣ - عن عبد اللَّه بن مسعود؛ قال: "بينما نحن مع رسول اللَّه ﷺ بمنى، إذ إنفلق القمر فلقتين، فكانت فلقة وراء الجبل وفلقة دونه، فقال لنا رسول اللَّه ﷺ: إشهدوا" قال الحافظ في (الفتح) في الرد على المنكرين لهذه الحادثة: "وقال الخطابى: وقد أنكر بعضهم إنشقاق القمر فقال: لو وقع ذلك لم

(١) تفسير بن كثير ٤/ ٢٦١ (٢) اللؤلؤ والمرجان حديث ١٧٨٤ (٣) اللؤلؤ والمرجان حديث ١٧٨٥

1 / 24