110

عودة الحجاب

تصانيف

وفي الخطبة التي ألقتها (هدى) بمناسبة الاحتفال بالعيد العشرين للاتحاد النسائي قالت: (.. ومنذ ذلك اليوم - أي يوم قبلت عضوية مصر في الاتحاد النسائي الدولي - قطعنا على أنفسنا عهدًا أن نحذو حذو أخواتنا الغربيات في النهوض بجنسنا مهما كلفنا ذلك وأن نساهم بأمانة وإخلاص في تنفيذ برامج الاتحاد النسائي الدولي الذي يشمل أغراضنا المشتركة. وهنا يطيب لي أن أذكر حادثًا كان له تأثيره عند افتتاح ذلك المؤتمر وهو إننا لما دخلنا قاعة الاجتماع قبل انعقاده ووجدنا أعلام الدول المشتركة ترفرف على جدرانها ولم نكن قد أخذنا الأهبة لذلك لعدم معرفتنا بهذا التقليد كلفنا طلاب البعثة المصرية بتحضير علم مصري يتعانق فيه الهلال والصليب فصنعوه وإذا به أكبر الأعلام الموجودة حجمًا.. ولما رأت رئيسة المؤتمر الصليب يعانق الهلال تأثرت تأثرًا عظيمًا وأمرت بوضعه على يسار المنصة معادلًا لعلم الدولة المنعقد المؤتمر بأرضها فشغل بذلك محلًا ممتازًا وقدمتنا الرئيسة عند الافتتاح بعبارات ملؤها التأثر والتقدير وكانت أكبر عامل في إزالة الفكرة الخاطئة التي شابت حركتنا الوطنية بوصفها بالتعصب الديني) (٢١٧) . ' لقاء (هدى) و(أتاتورك): عقد المؤتمر النسائي الدولي الثاني عشر في استانبول في ١٨ إبريل ١٩٣٥ م وتكون من هدى شعراوي رئيسة وعضوية اثنتي عشر سيدة - وقد انتخب المؤتمر

(٢١٧) " تطور النهضة النسائية في مصر " ص (١٢٤) . ومما ينبغي أن يعلم أن (الهلال) علامة مهنية ترمز في عرف الناس إلى مهنة الطب، أما (الصليب) فعلامة اعتقا دية تشير إلى ما يعتقده النصارى الكفرة في شأن عيسى ﵇ فالمسلم الذي يتخذ هذه العلامة على خطر عظيم لأن في إقرارها تكذيبًا صريحًا للقرآن الذي جاء فيه قوله تعالى: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) النساء (١٥٧) ولهذا لم يكن يترك في بيته شيئًا فيه تصاليب إلا نقضه والله تعالى أعلم.

1 / 115