مسؤولية إمام المسجد
الناشر
وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ [الجن: ١٨] وهو أشرف البقاع وأحبها إلى الله ففيه يذكر اسم الله، ويسبح له، وتقام الصلاة، ويؤتى الزكاة، قال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ - رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ﴾ [النور: ٣٦ - ٣٧] (١) .
ولما كان المسجد بهذه المكانة بدأ به النبي ﷺ قبل أن يستقر به المقام عندما وصل إلى حي بني عمرو بن عوف في قباء حيث بدأ ببناء مسجد قباء، وهو أول مسجد بني في المدينة، وأول مسجد بنى لعموم الناس، كما ذكر الإمام ابن كثير ﵀ (٢) . ثم لما واصل سيره إلى قلب المدينة (المسماة آنذاك بيثرب) كان أول ما قام به تخصيص أرض لبناء مسجده ثم الشروع في بنائه، وقد كان هذا هو الأساس الأول لبناء الدولة المسلمة حيث قامت على ثلاثة أسس: الثاني منها هو المؤاخاة بين الأنصار والمهاجرين، والثالث هو تلك المعاهدة التاريخية التي كانت نتيجتها أن تكون القيادة للرسول ﷺ على المسلمين والمشركين واليهود (٣) .
_________
(١) سورة النور آية ٣٦.
(٢) البداية والنهاية ٣ / ٢٠٩.
(٣) دور المسجد في التربية ٦٧.
1 / 42