مسؤولية إمام المسجد
الناشر
وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
يومئذ، ثم قال: «إن منكم منفرين فأيكم صلى بالناس فليتجوز فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة» (١) .
وعن جابر ﵁ «أن معاذا ﵁ كان يصلي مع النبي ﷺ ثم يرجع فيؤم قومه، فصلى العشاء، فقرأ بالبقرة فانصرف الرجل فكأن معاذا تناول منه، فبلغ النبي ﷺ فقال: " فتان فتان فتان (ثلاث مرار) أو قال: فاتنا فاتنا فاتنا، وأمره بسورتين من أوسط المفصل»، قال عمرو لا أحفظهما " (٢) . ومن هذه النصوص ندرك أن تطويل الصلاة فتنة وتنفير للناس عن الصلاة في جماعة، ولا يخفى ما في هذا من المفاسد، والتسبب في تعطيل الواجب، وحرمان الناس من فضل الجماعة، ولذلك غضب النبي ﷺ غضبا شديدا كما في حديث أبي مسعود، ووصف معاذا بأنه فتان بهذا الصنيع لكي يحذر منه. ولا يعني هذا أن يخفف الإمام الصلاة إلى درجة إسقاط الواجب بحجة مراعاة الناس كما يفعل بعض الأئمة، فإن في هذا مفسدة أعظم، ولكن الأمر يعني التزام الوسطية في الأمر، والشعور
_________
(١) رواه البخاري في كتاب الأذان، باب تخفيف الإمام في القيام وإنما الركوع والسجود انظر فتح الباري ٢ / ١٩٧.
(٢) رواه البخاري في كتاب الأذان باب إذا طول الإمام وكان للرجل حاجة فخرج فصلى انظر فتح الباري ٢ / ١٩٢ وفي ص ١٩٥ أن عمرا هو عمرو بن دينار، وكأنه قال ذلك في حال تحديثه لشعبه.
1 / 28