الرد على الدكتور عبد الواحد وافي في كتابه بين الشيعة وأهل السنة
الناشر
إدارة ترجمان السنة
مكان النشر
لاهور - باكستان
تصانيف
وخاصة في مثل هذه المباحث التي تسبب تضليل كثير من الناس، وإيقاعهم في المتاهات والضلالات، بسبب زلة عالم وهفوة كاتب، اعتمادًا على من قرءوا له، وثقة لما سمعوا به عنه، وعلى ذلك يخاف أخوف ما يخاف من غلطة عالم وزلته - سامحه الله على ما كتب وغفر لنا وله إنه لغفور رحيم وعفو كريم -.
هذا ولا أدري ما هي الأسباب التي دفعت فضيلة الدكتور وافي إلى أن يكتب هذه الرسالة؟ وكان في غنى عن أن يكتبها، حيث أنه يجهل أصول مذهب الشيعة الاثنى عشرية وأسسه التي قام عليها، وليس عنده من كتب القوم شيء - كما يظهر من قراءة رسالته هذه - حتى يستطيع أن يعلم ما جهل، ويعرف ما لم يعرف، ثم يصل إلى الحكم فيهم، وفي عقائدهم ومذهبهم - ﴿ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها ..﴾ (١) - لأنه في كتيبه هذا .. لم ينقل عبارة واحدة من كتب القوم أنفسهم رأسًا وبلا واسطة، اللهم إلا ما نقله من الذين كتبوا عنهم، نقلًا محضًا بدون تعقل ولا تبصر، مع ادعائه بأنه حقق آراءهم من أوثق المصادر لديهم (٢).
فإن كان قصده النقل المحض عن الآخرين الذين كتبوا عن الشيعة، فما فائدة كتاباته إذن، وكفى الله المؤمنين القتال؟
ومن غرائب الأشياء أن فضيلته يضع في آخر هذه الرسالة قائمة لأهم المراجع عن الشيعة، يذكر فيها كتبًا كثيرة مع أنه - حفظه الله - لم ينقل عن واحد منها عبارة واحدة بلا واسطة، كما لم يرد ذكر لكثير منها في الكتيب ولو بواسطة، ولولا حسن ظني به حسب ما أمرنا النبي عليه أفضل الصلاة والسلام " ظنوا بالمؤمنين خيرًا " (٣). لذهب بي الخيال إلى افتراض دوافع
_________
(١) سورة البقرة الآية٢٨٦
(٢) بين الشيعة وأهل السنة ص٢٠ تحت عنوان "موضوع البحث وأغراضه"
(٣) وقد قيل: إنه من قول عمر بن الخطاب. انظر: كتاب خطبه ووصاياه للدكتور محمد عاشور
1 / 8