الرد على الدكتور عبد الواحد وافي في كتابه بين الشيعة وأهل السنة
الناشر
إدارة ترجمان السنة
مكان النشر
لاهور - باكستان
تصانيف
"أرى والله معاوية خيرًا لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي، وأخذوا مالي، والله لأن آخذ من معاوية ما أحقن به دمي، وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي وأهلي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلمًا، والله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير" (١).
وأما الحسين ﵁ فأمره وخذلان الشيعة إياه، ورفضهم نصرته لأمر مشهور غني عن الذكر، كما خذلوا ابن عمه وسفيره إليهم، مسلم بن عقيل، ونذكر ههنا عبارة صغيرة ذكرها محسن الأمين الشيعي المشهور في موسوعته، "ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفًا غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم، وقتلوه" (٢).
وخطبة الحسين مشهورة معروفة ومنقولة في كتب القوم حينما خاطبهم بقوله:
"تبًا لكم أيتها الجماعة! وترحًا وبؤسًا لكم وتعسًا، حين استصرختمونا ولهين فأصرخناكم موجفين، فشحذتم علينا سيفًا كان في أيدينا، وحششتم علينا نارًا أضرمناها على عدوكم وعدونا، فأصبحتم ألبًا على أوليائكم ويدًا على أعدائكم من غير عدل أفشوه فيكم، ولا أمل أصبح لكم فيهم، ولا ذنب كان منا فيكم، فهلا لكم الويلات، إذا كرهتمونا والسيف مشيم، والجأش طامن، والرأي لم تستخصف، ولكنكم استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الدبا، وتهافتم كتهافت الفراش؛ ثم نقضتموها، سفهًا بعدًا وسحقًا لطواغيت هذه الأمة وبقية الأحزاب ونبذة الكتاب، ثم أنتم هؤلاء تتخاذلون عنا وتقتلوننا، ألا لعنة الله على الظالمين" (٣).
_________
(١) الاحتجاج للطبرسي ص١٤٨
(٢) أعيان الشيعة القسم الأول ص٣٤
(٣) كشف الغمة للأربل الشيعي ج٢ ص١٨، ١٩، الاحتجاج للطبرسي الشيعي ص١٤٥
1 / 38