بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو

مجموعة من المؤلفين ت. غير معلوم
78

بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو

الناشر

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٥هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

وَلَا أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا. فَجَاءَ الرَّسُولُ ﷺ فَقَالَ: أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» (١) . فالحديث دال على أنه ليس منه ﷺ من عزم على أنواع الشدة والمشاق التي كانت في الأمم السالفة فخففها الله تعالى عن هذه الأمة (٢) . (١١) وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ﵁ مَرْفُوعًا: «لَا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِتَشْدِيدِهِمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَسَتَجِدُونَ بَقَايَاهُمْ فِي الصَّوَامِعِ وَالدِّيَارَاتِ» (٣) . (١٢) وَلَفْظُهُ فِي رِوَايَةِ أَنَسٍ ﵁ مَرْفُوعًا: «لَا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَيُشَدَّدَ عَلَيْكُمْ، فَإِنَّ قَوْمًا شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَشَدَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَتِلْكَ بَقَايَاهُمْ فِي الصَّوَامِعِ وَالدِّيَارَاتِ: ﴿وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ﴾ [الحديد: ٢٧]»، (٤) . قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى -: " نهى النبي ﷺ عن التشديد في الدين، وذلك بالزيادة على المشروع، وأخبر أن تشدد العبد على

(١) أخرجه البخاري في: ١٧ - كتاب النكاح، ١ - باب الترغيب في النكاح ٥ / ١٩٤٩ (٤٧٧٦) . (٢) انظر الموافقات ١ / ٣٤٢. (٣) رواه الطبراني في الأوسط ٣ / ٢٥٨؛ والكبير ٦ / ٧٣، وقال الهيثمي: " فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وثقه جماعة وضعفه آخرون " مجمع الزوائد ١ / ٦٢. (٤) سورة الحديد ٢٧. والحديث رواه: أبو داود في: ٣٦ - كتاب الأدب، ٥٢ - باب في الحسد ٤ / ٢٧٦ (٤٩٠٤)؛ وأبو يعلى في مسنده ٦ / ٣٦٥، وإسناده لا بأس به.

1 / 88