بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو

مجموعة من المؤلفين ت. غير معلوم
71

بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو

الناشر

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٥هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

حال السعة والسهولة، لا في حال الضيق والشدة. . وأما أقصى الطاقة فيسمى جهدا، لا وسعا، وغلط من ظن أن الوسع بذل المجهود " (١) . وكذا قال الإمام الشوكاني عند تفسير هذه الآية: " الوسع ما يسع الإنسان ولا يضيق عليه " (٢) . ومن هنا قرر الفقهاء أن ما عُجِزَ عن أدائه سقط وجوبه، كما صرح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - في غير موضع من كتبه بأن الواجبات كلها تسقط بالعجز عن أدائها (٣) . [ثانيا من السنة النبوية المطهرة] ثانيا: أدلة اليسر والسماحة من السنة النبوية المطهرة لما كان من الصعوبة بمكان استقصاء جميع الأحاديث الدالة على اليسر والسماحة في الشرع، لذلك سأكتفي هنا بذكر أبرز الأمثلة، ويمكن تقسيم هذه الأدلة إلى مجموعات - كما فعلنا في أدلة الكتاب - على النحو التالي: ١ - الأحاديث المصرحة بيسر الدين وسماحته، ومنها: (١) قوله ﷺ في حديث أبي هريرة ﵁: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ

(١) تفسير الرازي ١٤ / ٨٤؛ وانظر أيضا مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١٤ / ١٣٧ - ١٣٨. (٢) فتح القدير، ١ / ٣٠٧. (٣) انظر: القواعد والضوابط الفقهية عند ابن تيمية في كتابي الطهارة والصلاة، ص ٢٦٨، وراجع أيضا مجموع الفتاوى ٢٦ / ٢٠٣، و٢٤٣.

1 / 81